2011/5/23 الساعة 13:00 بتوقيت مكّة المكرّمة
وافق
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل اليوم على تشديد
العقوبات على سوريا بفرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد ومسؤولين آخرين في
إطار زيادة الضغط على حكومته لإنهاء
"قمع" السلطات للمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، وفق ما ذكر دبلوماسيون أوروبيون.
واتفق
وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد أثناء اجتماع في بروكسل على إضافة
مسؤولين سوريين بينهم الأسد لقائمة من تشملهم القيود التي يفرضها الاتحاد
على السفر إلى أي من دول التكتل الأوروبي وتجميد أصوله في أوروبا.
وقال
أحد الدبلوماسيين الأوروبيين لوكالة رويترز إن هناك قبولا من الناحية
الفنية لهذا الإجراء، مشيرا إلى أن الوزراء سيجرون المزيد من المناقشات
اليوم.
وإلى جانب الرئيس السوري، ينتظر تطبيق هذه العقوبات بحق تسع شخصيات قيادية أخرى في النظام السوري.
وتأتي
هذه العقوبات في إطار احتجاج الاتحاد الأوروبي على قمع قوات الأمن السورية
للمظاهرات المعارضة للنظام. وكان الاتحاد قد فرض عقوبات قبل أسبوعين بحق
13 شخصية قيادية في النظام السوري. كما يأتي القرار الأوروبي بعد فرض
الولايات المتحدة عقوبات مشابهة على الرئيس السوري ومسؤولين آخرين في
نظامه.
في تطور متصل بردود الفعل الدولية أعربت منظمة المؤتمر
الإسلامي أمس عن أسفها لـ"تفاقم" العنف في سوريا، ودعت إلى "الحوار"
لتفادي "خروج الأمور عن السيطرة ويعرض أمن واستقرار البلاد إلى المزيد من
المخاطر".
ودعت المنظمة الإسلامية "قوات الأمن لضبط النفس
والامتناع عن استهداف المدنيين الأبرياء"، كما أكدت "ضرورة تغليب المصلحة
العليا للبلاد واستقرارها من خلال الحوار والإصلاحات التي وعدت بها
القيادة السورية لضمان الأمن والاستقرار وتطلعات الشعب السوري في
الديمقراطية والحكم الرشيد".
احتجاجات
تأتي هذه التطورات السياسية في وقت قال شهود عيان إن آلاف السوريين طالبوا خلال جنازات المحتجين أمس بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال ناشطون إن محتجين خرجوا إلى الشوارع في بلدة الميادين الشرقية بعدما أحرق ناشط عمره 17 عاما نفسه حتى الموت يوم الجمعة.
وذكر
ناشط حقوقي أن محمد أكرم التومة أشعل النار في نفسه في بلدة الميادين
الشرقية يوم الجمعة بعد أيام من إطلاق سراحه بعد احتجازه لدى ضباط أمن
الدولة.
وفي مدينة سقبا في ريف دمشق قال شهود عيان إن أكثر من عشرة
آلاف شخص شاركوا في تشييع أحد الضحايا، وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى
إسقاط النظام، ولم تتدخل قوات الأمن لفض المظاهرة.
وقال شاهد في
سقبا لرويترز إن المشاركين في الجنازة رددوا اسم الشهيد زياد القاضي الذي
ورد أنه قتل عندما أطلقت قوات الأمن أعيرة نارية على مظاهرة في سقبا أمس
الأول السبت.
وفي حمص وسط سوريا قال شهود عيان إن الحاضرين في صلاة
الجنازة بمسجد النور في المدينة رددوا هتافات مطالبة برحيل النظام في
جنازة ستة من 11 شخصا قالت جماعات حقوقية إنهم قتلوا بأيدي أجهزة الأمن
السبت.
وأكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي أن
قوات الأمن أطلقت النار على الجنازة، غير أنه لم يتبين بعد ما إذا كان
هناك ضحايا. وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن قوات الأمن قامت بحملة
اعتقالات في حمص وفي غرب إدلب.
كما اتهم سكان قرية المسيفرة، على
بعد 15 كيلومترا إلى الغرب من مدينة درعا، قوى الأمن بتعذيب عدد من أبناء
القرية حتى الموت بعد أن اعتقلتهم خلال مظاهرات مناوئة للنظام. وحصلت
الجزيرة على صور لجثث القتلى وقد بدت عليها آثار التعذيب، وللجنازات
الخاصة بهم.
وتظهر صور التقطت من مدينة اللاذقية الساحلية من
يعرفون بالشبيحة وهم يتجمعون لمنع مظاهرة كانت ستنطلق عصر أمس الأحد
للتضامن مع المدن المحاصرة. وتظهر الصور قيام جماعة من الشبيحة باعتقال
أحد الشباب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- إن
لديه أسماء 863 مدنيا قتلوا برصاص قوات الأمن السورية منذ اندلاع
الاحتجاجات قبل عشرة أسابيع.