تحولت مدينة تقصراين بالعاصمة، منذ ليلة الجمعة الماضي، إلى ميدان معركة حقيقية باستعمال مختلف الأسلحة البيضاء والمولوتوف والقارورات الزجاجية، بين مئات الشباب بحي 350 مسكن "طاهر بوشات" ببئر خادم الذي يضم العائلات المرحلة مؤخرا من الحراش وديار الشمس والزعاطشة.
وأوضح شهود عيان في حديثهم لـ "لشروق"، أمس، أن المواجهات بدأت بالحي في حدود الساعة التاسعة من ليلة الجمعة إلى السبت بين أبناء لاغلاسيير بالحراش وأبناء ديار الشمس بالمدنية والزعاطشة بسيدي امحمد المرحلين مؤخّرا إلى حي 350 مسكن الواقع بتقصراين جنوبي غرب العاصمة، وقال أحدهم: "عشنا ليالي سوداء من الرّعب منذ ليلة الجمعة حيث شهد الحي تراشقا بالأحجار والقارورات الزجاجية والمولوتوف بالإضافة إلى استعمال مختلف الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وكأننا في كابول، مما تسبب في سقوط عشرات الجرحى في أوساط السكان واستدعى بنا الأمر إلى استدعاء مصالح الأمن، التي لم تتمكّن من تهدئة الوضع".
وعند ولوجنا إلى الحي لاحظت "الشروق" تجمعات متفرقة للسكان في محاولة منهم لصد أي اعتداء محتمل لهؤلاء المنحرفين، وقد منع هؤلاء دخول أي سيارة وافدة على الحي ومنها سيارة "الشروق"، حيث اضطررنا إلى دخول الحي مشيا على الأقدام، كما لاحظنا حالة من الخوف بوجوه الأطفال الذين شاهدوا الأحداث وتلقّوا صدمة كبيرة خاصّة بعدما أقدم أولياؤهم على منعهم من الالتحاق بأقسام الدراسة خوفا عليهم من الاعتداءات التي قد يتعرّضون لها من طرف هؤلاء المنحرفين، الأمر الذي جعلهم يدركون خطورة الوضع الذي يواجههم.
وأرجع السكان أسباب "المعركة" التي يشهدها حيهم منذ يومين إلى مجموعة من الشباب المدمنين على المخدّرات الذين استغلّوا أحد الأوكار بالحي كملجأ لهم لممارسة مختلف المحرّمات وعندما يخرجون من وكرهم يتلفّظون بمختلف الألفاظ القبيحة والبذيئة، وعند محاولة العائلات إبعادهم ومنعهم من التجمّع بالقرب من شرفات المساكن، قرّر هؤلاء رفع شعار الانتقام عن طريق استقدام أصدقائهم وأبناء حيّهم لهذا الغرض حاملين سيوفا وخناجر عازمين على إسقاط الأرواح محوّلين بذلك الحي إلى ساحة عراك.
وأمام هذا الوضع الخطير، طالب سكّان الحي من السلطات استعجال توفير الأمن بهذا الحي قبل وقوع خسائر بشرية وقبل أن تأخذ القضية أبعادا أكثر خطورة خاصّة بعد تسجيل عدّة جرحى في أوساط السكّان، بالإضافة إلى الملاسنات اليومية بين بعض السكّان.