بعد يومين من مقتل بن لادن باكستان تنفي اتهامها بدعم القاعدة

ا ف ب - واشنطن (ا ف ب) - نفت باكستان الاربعاء ما اتهمها به الغربيون من دعم اسامة بن لادن منددة "بفشل" شامل لكافة اجهزة المخابرات في العثور في وقت ابكر على زعيم تنظيم القاعدة الذي كان مختبئا في منزل بباكستان.

وبعد اكثر من يومين عن عملية نفذها 79 رجلا من القوات الخاصة الاميركية ضد مدبر اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في منزل شمال باكستان، ظهرت الخلافات بين واشنطن واسلام اباد الحليفتين منذ عشر سنوات في الحرب على الارهاب الدولي.

وردا على الطلبات الملحة بتوضيح سبب وجود اسامة بن لادن منذ اشهر وربما منذ سنوات قرب اكاديمية عسكرية في ابوت اباد شمال اسلام اباد، اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاربعاء ان اختباء زعيم تنظيم القاعدة يدل على "فشل عمل اجهزة مخابرات العالم" بما فيها الاميركية وليس الباكستانية فحسب.

وصرح جيلاني خلال زيارة الى باريس "اننا نخوض حربا ضد الارهاب ولدينا الرغبة في محاربة التطرف والارهاب" مشددا على حاجة باكستان الى مساعدة من العالم كله في محاربة الارهاب الذي تعتبره مشكلتها الرئيسية، داعيا الغرب الى التوقف عن بث "رسائل سلبية" عن بلاده.

وقال "نحن بحاجة الى استراتيجية عالمية لمحاربة الارهاب. نحن بحاجة الى دعم العالم اجمع"، مشيرا الى ان الارهاب يؤثر على "المنطقة بأسرها والعالم".

وقد قررت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) الانفراد باخر مرحلة من عملية مطاردة بن لادن خشية ان يبلغ الباكستانيون زعيم القاعدة مسبقا بالهجوم.

واكد مسؤول باكستاني كبير في وزارة الخارجية ايضا ان بلاده ابلغت الولايات المتحدة منذ 2009 بهذا المكان الذي كان يختبئ فيه بن لادن على انه من "بين ملايين الاماكن الاخرى" المحتملة.

واعتبر سلمان بشير، وهو اكبر موظف في وزارة الخارجية الباكستانية ان "التعليقات التي صدرت بشان قلة الثقة والتعاون تعد من وجهة نظري غير لائقة".

وقبل ذلك دانت باكستان عملية قتل اسامة بن لادن، على اراضيها بدون ابلاغها.

وبعد اشهر من المطاردة حددت مجموعة كومندوس من المارينز مكان بن لادن في مدينة ابوت اباد التي تحتضن حاميات عسكرية وتقع على بعد ثمانين كلم من اسلام اباد ثم قامت بقتله.

واعلنت وزارة الخارجية الباكستانية ان "باكستان تعرب عن قلقها العميق وتحفظاتها على الطريقة التي نفذت بها حكومة الولايات المتحدة هذه العملية دون ابلاغ الحكومة الباكستانية أو الحصول على تصريح منها".

ولم تمنع احتجاجات باكستان الدول الغربية من محاسبتها وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان لديه "اسئلة" يطرحها على باكستان وان "اقامة بن لادن في منزل كبير في حي راق يدل على انه كان هناك شبكة دعم في باكستان".

من جانبه اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان موقف باكستان يفتقر الى "الوضوح" مشددا على انه "لا يصدق ان لا تثير اقامة شخص مثل بن لادن (...) هناك شكوكا".

وقد رفض الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الثلاثاء تلك الشبهات مؤكدا ان القضاء على بن لادن كان نتيجة "عقد من التعاون والشراكة بين الولايات المتحدة وباكستان".

الا ان واشنطن تحاول على ما يبدو تفادي تدهور علاقاتها باسلام اباد بينما يفكر الكونغرس في تعليق المساعدة المالية الاميركية لهذا الحليف المستعصي.

وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني "اننا نعمل حثيثا للحفاظ على هذه العلاقات، انها علاقات هامة ومعقدة".

وبعد اكثر من 48 ساعة عن مقتل "جيرونيمو" كما كان الاميركيون يسمون اسامة بن لادن، استمر تسريب تفاصيل العملية التي دامت اربعين دقيقة.

وقال جاي كارني ان بن لادن لم يكن مسلحا عندما قتل مؤكدا انه "كان لدينا قلق من ان يعترض بن لادن عملية القبض عليه وفعلا لقد قاوم (...) لكنه قتل بالرصاص ولم يكن مسلحا".

ومنذ اعلان العملية تناقضت تفاصيل ظروف مقتل اسامة بن لادن واعلن اكبر مستشاري باراك اوباما في شؤون مكافحة الارهاب جون برينن الاثنين ان بن لادن استعمل زوجته درعا بشريا لكن كارني اوضح الثلاثاء انها اصيبت برصاصة في رجلها لكنها لم تقتل.

وفي الوقت الذي يشكك فيه البعض في مقتل بن لادن يتردد البيت الابيض في نشر صور جثته.

وقال جاي كارني "ساكون صريحا. ان نشر صور اسامة بن لادن مسألة حساسة. وندرس مدى ضرورة ذلك".

واضاف ان المسألة تتعلق بمعرفة ما اذا كان نشر الصور "يخدم مصالحنا او يضر بها، ليس فقط هنا (داخل الولايات المتحدة) بل في جميع انحاء العالم"، ملمحا الى ان ذلك قد يعتبر انتهاكا لحرمة الميت.

وردا على سؤال عن طبيعة هذه الصورة، قال "يمكننا ان نقول انها صورة فظيعة"، رافضا في الوقت نفسه ان يكشف ما اذا كان قد شاهدها.

وتخوفا من عمليات انتقامية قد تقوم بها خلايا تنظيم القاعدة يتوجس المجتمع الدولي خيفة ويزيد في يقظته.

وحذر وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان الاربعاء من تعرض فرنسا على غرار الولايات المتحدة "لعمليات انتقامية".

وقد اقسمت حركة طالبان الباكستانية التي تقوم بحملة دامية في البلاد منذ ثلاث سنوات بالانتقام لابن لادن وسط تعزيز الاجراءات الامنية منذ الاثنين في اسلام اباد والمناطق الحساسة في عدة مدن.

شكرالك على الاخبار

شكرا يوسف على مرورك