باريس تهدد بتعليق اتفاقية "شنغن" لمنع تدفق مهاجري تونس وليبيا
بروكسل - نور الدين الفريضي، دبي - العربية
أعلن مصدر رئاسي فرنسي أن باريس تدرس تعليق اتفاقية "شنغن" بسبب تدفق المهاجرين من تونس وليبيا، بحسب تقرير لقناة "العربية" السبت 23-4-2011.
ويأتي ذلك فيما تتبادل إيطاليا وفرنسا الاتهامات بالتضييق على المهاجرين التونسيين، حيث ترفض السلطات الفرنسية الاعتراف بهويات الإقامة المؤقتة التي منحتها السلطات الإيطالية للآلاف منهم الذين توافدوا على جزيرة لامبيدوزا منذ اندلاع الثورة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقد ذكرت الرئاسة الفرنسية أن تدفق المهاجرين القادمين من تونس وليبيا عبر إيطاليا، يدفعها إلى التفكير في إمكانية وقف العمل باتفاقية "شنغن" التي تتيح حرية حركة الأشخاص في أوروبا.
واعتبرت باريس أن شنغن "تشوبها العيوب، ويبدو لنا أنه ينبغي التفكير في آلية تتيح التدخل من خلال التعليق المؤقت لحين إصلاح العيب الموجود على الحدود الخارجية (للاتحاد الأوروبي)".
ودعا المصدر الرئاسي إلى "تعزيز حوكمة "شنغن" من خلال إيجاد أدوات من بينها تعزيز الهيئة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) أو التفكير في آلية للمراقبة".
وسيكون ملف الهجرة أحد أبرز الملفات خلال القمة الفرنسية الإيطالية الثلاثاء المقبل في روما بين رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأثارت فرنسا الأحد الماضي غضب الإيطاليين عبر وقف خط القطارات بين فنتيميلي الإيطالية وجنوب شرق فرنسا، لمنع وصول قطار يحمل متظاهرين مرافقين لمهاجرين تونسيين.
ويقول مراسل "العربية" إن المهاجرين ينتظرون لحظة انفتاح أبواب مركزِ الشرطة في مدينة فانتيميلي الحدودية بين إيطاليا وفرنسا للحصول على هوية الإقامة المؤقتة التي تخرج حاملَها من عالم النكرة والسرية.
ويتحدث المهاجر "نورالدين" عن سعادته بالحصول على هوية الإقامة المؤقتة. أما "سهيل" فيعبر عن غضبه من طول الانتظار.
وقد حددت السلطات الإيطالية مهلة ثمانية أيام لتقديمِ طلبات الهوية من أجلِ تخفيف أزمة الآلاف الذين يهيمون في أنحاء البلاد وتمكينهم من الرحيل إلى الدول الأوروبية الأخرى وهو ما لا تقبَله فرنسا.
وتوافد أكثر من عشرين ألف تونسِي على جزيرة لمبيدوزا في عرض المتوسط في الأسابيع التي تلت الثورةَ. واكتظت بهم مراكز الاستيعاب في أنحاء إيطاليا وتحولوا إلى عنصرِ توتر بين روما وجيرانها الأوروبيين.
وأكد رئيس بلدية فانتيملي إن "تراخيص الإقامة المؤقتة تمنح لأسباب إنسانية ولعدة آلاف فقط"، في حين يتكدس الآخرون في محطات القطارات ومراكز الاستيعاب في انتظار لحظة الفرج.