في أول جلسة استماع حول الجماعات الدينية في مصر والشرق الأوسط بعد ثورة يناير, عقدت لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي أمس الأول جلسة للخبراء في الشئون المصرية.
حول التأثير المتوقع لظهور جماعة الإخوان المسلمين بشكل شرعي علي الأوضاع الداخلية والسياسة الخارجية لمصر في المرحلة المقبلة.وشهدت الجلسة انقساما في الآراء حول تأثير الجماعة علي المشهد السياسي المصري ما بين توقع تأثر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بصعود الإخوان وتوقع آخر بإمكانية أن يتحول حزب الجماعة المرتقب إلي مجرد كيان حزبي له نفس تاثير أحزاب أخري في الشرق الأوسط.
وقالت سو ميريك رئيس اللجنة الفرعية حول الإرهاب والتجسس( جمهوري من نورث كارولينا) إن الإخوان سيصبحون جزءا من الحكومة المصرية وهو ما سوف يؤثر علي السياسة الخارجية إلا أنها أقرت بعدم وجوب الحكم علي أي جماعة من خلال بعضالتفاح الفاسد الذي يمكن أن تقذف به.. مشيرا إلي أن الجماعة تملك تراثا فكريا كبيرا يمكن من خلاله الحكم عليها وأن الجماعة ليست مدرجة علي قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الراعية للإرهاب.
وحذر ناثان براون, مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن الكونجرس, من افتراض وجود دوافع شريرة للجماعة. وقال إن هناك مخاوف مشروعة حول صعود الإخوان, ولكني لا اعتقد أن هناك اي سبب للذعر, ومن نواح كثيرة فإنها لا تمثل صداعا للولايات المتحدة ولا تمثل سرطانا ايضا. وأضاف أن أمريكا لا يجب أن تكون لها سياسة خاصة بجماعة الإخوان ولكن يجب أن تملك سياسة محددة تجاه الدول التي توجد بها جماعات مثل الإخوان المسلمين رافضا المطالب الداعية إلي الدخول في علاقات ارتباط بالجماعة.وأعرب براون عن اعتقاده أن جماعة الاخوان المسلمين حريصة علي نبذ العنف إلا أنها تتغاضي عن العنف في حالة الاحتلال الأجنبي.
وقالت النائبة ميريك إنها تشعر بالقلق إزاء حجم تأثير المنظمة علي الولايات المتحدة, وتعتقد أن الحكومة الأمريكية ليس لديها استراتيجية للتعامل مع الحركة.وأشارت ميريك إلي أن واشنطن لديها أدلة علي وجود روابط بين منظمات إسلامية داخلية والجماعة مثل قضيةمؤسسة الأرض المقدسةقبل عدة سنوات, حيث ألمح عضو في جماعة الاخوان إلي وجود روابط بمنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة.
من جانبه, قال روبرت ساتلوف, مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني, العائد من زيارة للقاهرة, انه ينبغي أن تشعر أمريكا بالقلق إزاء ظهور جماعة الإخوان كلاعب وسيط محتمل للسلطة في مصر وأنها سوف تستغل الفرص لتحقيق تقدم أينما سنحت لها الظروف.وأشار إلي أن الجماعة قللت من حدة موقفها من معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية بعد الثورة, حيث تتحدث اليوم عن أن مثل تلك الخيارات ستترك لبرلمان منتخب.
وفي شهادته, تحدث لورينزو فيدينو, زميل بمؤسسة راند في واشنطن, عن الصبغة العملية التي تحكم السلوك السياسي لجماعة الاخوان, وقال إنهاتعلم ما يمكن, وما لا يمكن القيام به, واستبعد أن تكون الحكومة الأمريكية لديها فهم كامل للإخوان. وقال الباحث الأمريكي-من أصل مصري-طارق مسعود من جامعة هارفارد إن قدرة جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات السياسية المصرية علي مراجعة معاهدات مثل معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل محكومة بموقف المؤسسة العسكرية المصرية وتلك التيارات ليس لديها حرية حركة كاملة في اتخاد مواقف منفردة. كما قدم الدكتور أحمد صبحي منصور الأستاذ السابق في جامعة الأزهر, وزعيم جماعة القرانيين, شهادة, شن من خلالها هجوما علي التحالف بين السلفيين والإخوان, وقال إن التيارين يعملان معا في الغرب علي تقسيم العالم إلي معسكر المؤمنين في مواجهة الكفار متهما أطرافا خليجية والتيار الوهابي بتمويل التشدد الديني في مصر.