لماذا لاتشارك المرأة في صنع القرار؟

لماذا غابت المرأة عن مواقع صنع القرار بعد نجاح ثورة‏52‏ يناير مع انها لم تقصر ولا مرة في الوقوف كتفا بكتف مع الرجل منذ البداية؟
ففي الميدان اعتصمت وللعنف تصدت وبروحها الطاهرة جادت وضحت وفي يوم الاستفتاء ادلت بصوتها وشاركت, ولكن ما إن بدأت حكومة تسيير الأعمال والمجلس الأعلي للقوات المسلحة مباشرة شئون الأمة إلا وأفاقت المرأة علي الحقيقة المرة.. لقد تم استبعادها من كل مواقع صنع القرار وتم تهميشها في أهم مرحلة في حياة وطنها.. هذا ماأكدته د. عزة هيكل الكاتبة واستاذة الأدب المقارن بكلية الألسن بجامعة عين شمس موضحة ان الشواهد تشير إلي أن المرأة لن تشارك في تشكيل مرحلة البناء والتغيير حيث لو حظ الآتي:
ـ انها لم تشارك في لجنة التعديلات الدستورية وكان يجب أن تكون ممثلة كفقيهة دستورية.
ـ استعانت الوزارة بسيدة واحدة فقط في حكومة تسيير الأعمال وهي د. فايزة أبو النجا وهي وجه قديم لانشك في كفاءتها
ولكن لماذا لا يوكل للمرأة وزارة كوزارة التعليم او الصحة؟ فاليابان مثلا لديها وزيرة للدفاع.
ـ كذلك كانت نسبة المشاركات في الحوار الوطني من النساء ضعيفة للغاية, وهنا نتساءل: ماهي المعايير التي يتم بمقتضاها اختيار الشخصيات المشاركة في الحوار الوطني؟
ـ لم يطرح إسم امرأة للمشاركة في اللائحة الدستورية مع انها تمثل قوة تصويت لايستهان بها توازي الرجل إن لم تكن تفوقه خاصة في القري والصعيد.
وتضيف د. عزة يبدو ان المرأة تم اغفالها عمدا لتأثر الشارع السياسي بالصورة الذهنية التي خلفتها السيدة الأولي ومحاولة فرض سيطرتها عليه عن طريق إنشاء المجلس القومي للمرأة والكوته وتدخلها في اختيار الوزراء والمحافظين.
ـ زيادة التيار الإسلامي وتعاظم تأثيره الذي لايعترف بالدور السياسي للمرأة في المجتمع فلا يوجد عضوات في الاحزاب الاسلامية.
ماالحل إذن لتنال نساء52 يناير حقوقهن؟ تقول د. هيكل, يتحتم علي المرأة في هذه المرحلة الجديدة من حياة الأمة إظهار قوتها السياسية وممارسة حقوقها الديمقراطية فتنشط في المجالات الإعلامية والثقافية وتشارك في الحراك السياسي في المجتمع بانضمامها لمنظمات حقوق الإنسان والجمعيات الفاعلة في المجتمع لتهيئة مناخ ايجابي يثبت ذاتها وقدرتها علي خدمة الوطن والمشاركة في التغيير والبناء.. ومنظمات المجتمع المدني خير دليل علي ان المرأة كيان مؤثر في صنع القرار ورسم الخريطة السياسية للمجتمع