في الوقت الذي أعربت فيه حركة حماس عن شكرها لجهود مصر من أجل وقف العدوان علي قطاع غزة, أوصي المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية الجيش بمواصلة ملاحقة مطلقي الصواريخ من غزة.
في الوقت نفسه, كشفت مصادر إسرائيلية وفلسطينية عن وجود اتفاق ضمني بين الحكومة الإسرائيلية وحماس علي العودة إلي التهدئة بعد أربعة أيام من التصعيد الذي أسفر عن استشهاد20 فلسطينيا وإصابة66.
وثمنت وزارة الخارجية بحكومة حماس في غزة موقف كل الجهات التي سعت لحماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي عليه, وخاصة الموقف المصري.
وقالت الوزارة ـ في بيان أمس ـ' إن المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة تستدعي وقفة جادة من الأمة العربية والإسلامية علي مستوي القيادة والشعوب بما يمكن من إنهاء العدوان الإسرائيلي وفضح ممارسات الاحتلال', داعية إلي محاسبة قادة الاحتلال وقواته لاستهدافها المدنيين بقطاع غزة واستخدامها أسلحة محرمة دوليا واستهداف المسعفين والأطقم الطبية.
وأشارت إلي أنها تحركت منذ اللحظة الأولي للعدوان لكشف خطورة العدوان الإسرائيلي للعالم وإيجاد تحرك سياسي عالي المستوي لوقفه.
من جانبه, قال الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن الاحتلال الاسرائيلي وافق ظاهريا علي التهدئة مع الفصائل الفلسطينية,مؤكدا أن الفصائل ستلتزم بالتهدئة ما التزم الاحتلال بها.
وأكد البردويل ـ في تصريح صحفي أمس ـ أن المقاومة الفلسطينية لن تقبل الاستسلام, مشيرا إلي أن الحكومة الفلسطينية في غزة أرسلت رسائل إلي جهات عدة منها أوروبية إضافة إلي مصر وجامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة طالبتها فيها بلجم العدوان الإسرائيلي.
وقال' إن هذه الجهات جميعها اتصلت بإسرائيل وطالبتها بوقف عدوانها علي قطاع غزة فاستجابت ظاهريا وقالت إنها ستوقف القصف علي غزة.
ولفت البردويل إلي أن الفصائل الفلسطينية لا تريد أن تجر الشعب الفلسطيني إلي ويلات حرب في ظل المتغيرات التي تجري في الدول العربية وعدم التركيز علي قطاع غزة من قبل وسائل الإعلام وأنها لذلك قبلت بالتهدئة.
وأشار إلي أن الفصائل الفلسطينية وافقت علي التهدئة في وقت سابق من طرف واحد تحت شعار( ملتزمون ما التزم العدو) لكن الاحتلال خرق هذه التهدئة بقتل الأطفال والنساء.. فردت المقاومة بشكل محدود مما جعل( العدو) يزداد شراسة في عدوانه.
وأصدر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية( الكابينيت) تعليماته إلي الجيش بمواصلة نشاطه ضد عناصر المقاومة الفلسطينية التي تقف وراء إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية وتسريع الاستعدادات لحماية العمق الإسرائيلي.
وأشارت إذاعة صوت إسرائيل إلي إن القرار جاء خلال اجتماع للكابينيت أمس برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكان نتنياهو قد قال إنه إذا ما استمر إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية فستكون ردود الفعل أكثر صرامة.
وأضاف نتنياهو ـ خلال جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوعية أمس ـ' لقد تم تحقيق إنجاز ميداني حيث لحقت بحركة حماس خسائر بشرية ومادية فادحة, كما أن إسرائيل حققت إنجازا ملحوظا, حيث اعترضت منظومة القبة الحديدية قذائف صاروخية أطلقت باتجاه الأراضي الاسرائيلية من غزة.
بدوره, دعا وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي إلي القيام بعملية جوية في قطاع غزة دون اللجوء إلي عملية برية, مشيرا إلي أنه يجب ضرب قواعد وترسانات حماس.
وكان حوالي19 فلسطينيا قد استشهدوا وأصيب حوالي70 آخرين في قصف جوي ومدفعي اسرائيلي علي قطاع غزة علي مدار الثلاثة أيام الماضية.
ومن جانبه, قال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي إنه وافق علي التهدئة لإفساح المجال أمام المستوطنين في الجنوب للاحتفال بعيد الفصح اليهودي في18 أبريل الجاري.
وقال مسئول فلسطيني قريب من المفاوضات التي تتوسط بها الأمم المتحدة ومصر لرويترز إن اسرائيل وجماعات فلسطينية في غزة اتفقت علي بنود لوقف إطلاق النار لإنهاء أربعة أيام من الهجمات المتبادلة عبر الحدود والتي استشهد خلالها20 فلسطينيا.
وقال المسئول' الفصائل الفلسطينية وافقت علي وقف إطلاق الصواريخ واسرائيل وافقت علي وقف هجماتها علي قطاع غزة.'
ولم يتسن علي الفور الحصول علي تعقيب من اسرائيل لكن مسئولا كبيرا لمح إلي احتمال أن يكون جري التوصل إلي اتفاق ضمني.
وقال المسئول الاسرائيلي للصحفيين في تل أبيب' ما يحدث من الآن فصاعدا في يد الجانب الآخر... الوضع يبدو أكثر هدوءا الآن لكن لم يتضح بعد ما الذي يحدث.'
وأضاف المسئول الاسرائيلي' سنحكم علي الجانب الآخر علي مدي الأيام القليلة القادمة. سيؤثر المدي الذي تسيطر به حماس علي الجماعات الأخري علي الطريقة التي نختار التصرف بها.'
وقالت إسرائيل أمس إن منظومة صواريخها الاعتراضية الجديدة المسماة القبة الحديدية حمت بنجاح مدينتين كبيرتين من الصواريخ الفلسطينية في الايام القليلة الماضية وان دولا اخري ابدت بالفعل اهتماما بالحصول علي هذه المنظومة.
وقال مسئولون إن الدرع الصاروخية نشرت الأحد الماضي خارج غزة قبل أيام من أحدث اندلاع للقتال بين إسرائيل والناشطين الفلسطينيين وانها حققت انجازا جيدا بإسقاط ثمانية صواريخ علي الاقل في الجو قبل ان تصل إلي أهدافها.
وفي رام الله, قال عزام الأحمد رئيس كتلة' فتح' البرلمانية أمس إن التصعيد الإسرائيلي الأخير علي غزة هدفه التغطية علي جرائم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والمتمثلة في استمرارها بالاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري.
وطالب الأحمد المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته أمام استحقاق سبتمبر القادم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية والعمل علي إنهاء آخر احتلال في العالم.
وشدد النائب مصطفي البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية علي أهمية حملات التضامن وضرورة العمل علي فرض عقوبات علي إسرائيل وسحب الامتيازات الأوروبية الممنوحة لها بسبب ممارساتها العنصرية المتمثلة بمصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والاعتداءات أمسية التي تقوم بها قوات الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وفي أنقرة, عبرت تركيا عن قلقها الشديد تجاه الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة علي غزة.
وأدانت الخارجية التركية في بيان لها أمس هذه الاعتداءات وبالاستخدام المفرط وغير المتكافئ للقوة من جانب إسرائيل.
وشدد البيان علي ضرورة الامتناع عن العودة مجددا إلي دائرة العنف مشيرا الي ضرورة اتباع المنطق السليم وإنهاء العنف في غزة علي الفور.