4/11/2011 12:00:00 PM
قالت جماعة الإخوان المسلمين ''إن الرئيس السابق محمد حسني مبارك قد حاول يائساً في خطابه الصوتي الأخير التبرؤ من أفعاله وأفعال نظامه الإجرامية، وبلغة خطاب تغذي الثورة المضادة في مصر، وتفتِّت من تلاحم الشعب مع جيشه البطل الذي حافظ- وما زال يحافظ- على ثورة شعبه''.
وأضافت: ''إن التسجيل الصوتي للرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي بثته قناة العربية يعكس مدى اضطراب مبارك وتخبطه وخوفه من محاكمته وأسرته التي أفسدت- مع بقية نظامه- الحياة المصرية''.
وأشارت الجماعة إلى إن التباطؤ في محاكمة مبارك وعائلته ورموز نظامه؛ الذي سبق أن حذرت منه جميع القوى الوطنية في مصر؛ قد منحهم المهلة الكافية لتهريب الأموال، والتخلُّص من الوثائق، وتزوير الحقائق بما يخرجهم من قبضة العدالة، وإلا فما المبرر لأن يخرج هذا التسجيل بعد شهرين من خلع مبارك وتهديد الجماهير الثائرة بالذهاب إلى شرم الشيخ؛ لإلقاء القبض عليه، وتقديمه للعدالة؟!
وأكدوا في بيان لهم - تلقى مصراوي نسخة منه - أن الجرائم التي ارتكبها مبارك ونظامه طوال ثلاثين عامًا، والتي كانت ذروتها بشاعةً المجازر التي ارتكبها هذا النظام في ثورة 25 يناير ضد المواطنين العزَّل الذين خرجوا مطالبين بالحرية والعدالة والمساواة، فواجهتهم رصاصات؛ لم تنطلق إلا بأوامر مباشرة من مبارك ومساعديه حسب اعترافات وزير داخليته، وهو ما يستوجب مثوله وأعوانه أمام محاكمة علنية عاجلة، تطفئ نيران الغضب في قلوب الأمهات والأرامل واليتامى، وتضمد جراح المصابين، وتؤكد أن مطالب الثورة المصرية يتم تحقيقها دون تراخٍ أو تقصير أو استثناء.
ولفتت جماعة الإخوان المسلمين إلى أن مصر قبل ثورة 25 يناير شهدت مآسي وخسائر وتراجعًا في كلِّ المجالات؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يتحملها النظام السابق دون منافس، وهو ما يتطلب إعادة فتح التحقيقات في جميع الكوارث التي شهدتها مصر، والتي كان منها التعذيب في السجون والمعتقلات وأقسام الشرطة، والحرق في القطارات، والغرق في العبَّارات، وانتحار الشباب هربًا من واقع مظلم فرضه مبارك ونظامه.
وقالت: "إن مبارك يعتبر هو المتهم الأول في كل ما لحق بمصر من خسائر وكوارث خلال فترة حكمه، وزهو ما يتطلب سرعة محاكمته أمام القضاء المصري، خاصة بعد الاعترافات التي أدلى بها وزراء مبارك ومسئولوه في التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة وينظرها القضاء المصري، والتي حمَّلوا فيها مبارك المسئولية الكاملة عما كان يحدث وفق المبدأ السائد حينها (بناءً على توجيهات السيد الرئيس) والذي كان يتدخل في كلِّ صغيرة وكبيرة.
واختتم الجماعة بيانها بالتحذير من التباطؤ في محاكمة مبارك وعائلته وأركان نظامه الساقط، مما قد يشعل غضب الشعب المصري، ويدفع إلى عدم الثقة فيمن يتولون زمام الأمور في الفترة الانتقالية.