لحظة وجع في حضرة الذاكرة النازفة



أريد أن أرتمي في أحضانك وأبكي..

وحيد أنا بدونك لا أساوي شيئا..

عناويني مبهمة ومساراتي مظلمة..

الغربة أعيشها بكل أبعادها في حضن المكان الذي لفظني

لأعاني ويلات السؤال التافه: من أنا..؟

لا تلومي انكساري فهو ليس خطيئتي..

أنا ذقت ذرعا بالعالم كله..

وبالكراهية تحت الأحرف..

وبالهجران مع أبخرة القهوة


التي توضع على طاولة الضيافة المثقلة بالنفاق
والحقد من ابتسامة تواري خلفها

نزيفا حادا لكل شيء..

يا عالم..

لست بالسعادة التي يمكن أن تحقدوا علي بسببها..

ولست ذاك العاشق المنتصر

الذي تغارون منه ومن حبيبته..

أنا منذ عرفت معنى الحب لم أنعم بلحظة صفو

إلا في حضرة آخر حبيباتي التي تريدون خطفها مني

وحرماني إياها بحقدكم..

..

تجتاحني رغبة مقرفة بالصراخ..

لكن هيهات أن أصرخ..

سيتهمني الجميع بالجنون..

وهذا سيزيد من مساحة الوجع داخلي..

حاولت أن أبكي..

جافتني الرغبة أول مرة في البكاء..

فررت من كل الأمكنة..

لأنها أصبحت مملوءة بالزيف وخانقة عندما تسقط الأقنعة..

وتنبعث رائحة الموت من أحرف التعري..

وتوشحت أنفاسي في حضرة العراء

خارج الزمن والمكان..
..

حبيبتي تخيفني المسافات التي تفصل بيننا..

وتخيفني تقاليد المواسم التي تطردني كل مرة..

تخيفني انتكاسات النبض

والحرف

وتخيفني الابتسامة التي تعلو في موسم الدموع

تبدو كابتسامة طفل في موسم النكبة

يبتسم ليعلن براءته للعالم

وهو يعاني الكارثة بكل أبعادها

اااااااااااااااااااااااااه

................