في
وقت متأخر من يوم أمس كان عدد الذين قتلوا في انتفاضة الشعب الليبي قد وصل
إلى ما لا يقل عن 233 شخصا وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش الناشطة في
المجال الحقوقي، وأفادت تقارير إخبارية أن عدد القتلى بلغ 200 أو أعلى من
ذلك بكثير.
الولايات المتحدة ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي
أدانوا العنف في ليبيا ودعوا السلطات الليبية إلى وضع حد لذلك. وقال
المتحدث باسم وزارة الخارجية بي جي كراولي إن الولايات المتحدة تشعر "بقلق
عميق" وتلقت "تقارير موثوقا بها تفيد أن عدة مئات من الأشخاص قد سقطوا بين
قتيل وجريح". وقال شهود إن العديد من الضحايا قد سقطوا بنيران بنادق رشاشة.
" من المستحيل معرفة نطاق الاضطرابات في ليبيا على نحو دقيق، لأن السلطات منعت دخول الصحفيين الأجانب وتقطع خطوط الإنترنت والهاتف بشكل دوري " |
من
المستحيل معرفة نطاق الاضطرابات في ليبيا على نحو دقيق، لأن السلطات منعت
دخول الصحفيين الأجانب وتقطع خطوط الإنترنت والهاتف بشكل دوري. ولكن يمكن
وصف حالة الانتفاضة الجارية في ليبيا بأنها الأكثر تعرضا للقمع مقارنة
بالانتفاضات التي تجتاح العالم العربي.
السكان والناشطون في ليبيا قالوا البلاد تزداد
عزلة عن العالم ويرتفع فيها مستوى سفك الدماء والفوضى بشكل مطرد، حيث يسعى
المتظاهرون للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ أكثر
من أربعة عقود.
نجل القذافي سيف الإسلام ظهر على شاشة
التلفزيون الحكومي في وقت مبكر من اليوم الاثنين قائلا إن والده موجود في
البلاد ويحظى بدعم الجيش.
قال سيف الإسلام: "سنقاتل حتى آخر لحظة، حتى
الرصاصة الأخيرة"، وحذر من إنه إذا استمرت الاضطرابات يمكن أن تسقط البلاد
في أتون حرب أهلية تحرق ثرواتها النفطية.
ويبدو أن نظام القذافي قد شهد أول حالة انشقاق،
عندما استقال يوم أمس ممثل ليبيا في جامعة الدول العربية قائلا إنه استقال
من منصبه احتجاجا على الأساليب القاسية التي اتبعتها الحكومة ضد
المتظاهرين في بنغازي.
أحد سكان طرابلس قال في محادثة عبر الإنترنت:
"الأمور تزداد سوءا تدريجيا في غرب ليبيا. الإنترنت بطيئة للغاية وتصفح
الإنترنت متوقف في معظم الوقت، ولا يمكننا إجراء مكالمات دولية بعد الآن.
والرسائل النصية يبدو أنها عطلت هي الأخرى أيضا".