أوباما ينتقد خطاب مبارك ويشيد بالمحتجينا
أوباما كان ينتظر خطوات أخرى من مبارك
واشنطن،
الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- لم يخف الرئيس الأمريكي، باراك
أوباما، خيبة أمله حيال الخطوات التي اتخذها الرئيس حسني مبارك ونقل عبرها
صلاحياته لنائبه عمر سليمان، وقال إن الشعب المصري "قيل له إن هناك حالة
انتقال في السلطة، ولكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا الانتقال
فوري الطابع أو ما إذا كان كافياً."وأضاف أوباما: "الكثير من
المصريين لم يقتنعوا بعد بأن الحكومة جادة في تنفيذ انتقال ديمقراطي حقيقي
للسلطة، ومن مسؤولية هذه الحكومة أن تتحدث بصراحة إلى المصريين والعالم
وتضع لنفسها مساراً مضموناً وصلباً نحو الديمقراطية وهي لم تتمكن حتى الآن
من استغلال الفرص المتاحة."
وتابع الرئيس الأمريكي بالقول: "كما قلنا من بداية هذه
الاضطرابات، فإن مستقبل مصر سيحدده شعبها، ولكن الولايات المتحدة كانت
واضحة بدعمها لمبادئ أساسية. نحن نؤمن بوجوب احترام الحقوق العامة للشعب
المصري ووجوب تحقيق طموحاته."
ودعا أوباما إلى رفع قانون الطوارئ المطبق بمصر منذ عقود وإطلاق
مفاوضات جدية مع قوى المعارضة والمجتمع المدني لمعالجة المسائل التي تواجه
مستقبل المصريين وحماية حقوق كل المواطنين وتعديل الدستور والقوانين
الأخرى لتقديم براهين مادية على وجود نية لا يمكن التراجع عنها لتحقيق
التغيير ووضع خطة طريقة للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة.
وأضاف الرئيس الأمريكي، الذي كانت إدارته تتوقع تنحي مبارك:
"نحض الحكومة المصرية على تقديم شرح سريع لطبيعة التغييرات التي جرت وتقديم
عرض واضح للخطوات المقبلة التي ستؤدي لظهور حكومة ديمقراطية وصحيحة
التمثيل كما يريد الشعب المصري."
وأكد أوباما أنه على الحكومة المصرية عدم الرد على طلبات شعبها
"بالقمع والوحشية،" وشدد على ضرورة أن تستمع القاهرة "لأصوات الشعب المصري"
وقال إن المصريين "أوضحوا بأنهم لن يقبلوا العودة بالأمور إلى ما كانت
عليه."
وامتدح أوباما المتظاهرين المصريين، وختم كلمته بالقول: "في هذه
الظروف الصعبة، أنا على ثقة بأن الشعب المصري سيثابر، وعلى المصريين أن
يدركوا بأنه مازال لديهم صديق يتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية."
وكان أوباما قد استبق خطاب مبارك بتعليقات فهم منها أنه كان يعتقد بأن الرئيس المصري سيقدم على التنحي.
فقد قال أوباما الخميس إن العالم "يشهد التاريخ يتشكل في مصر، لأن شعبها يطالب بالتغيير، بعد أن خرج بأعداد كبيرة."
وأضاف أوباما أن الشبان كانوا في الطليعة، والتحرك إلى الإمام
يتطلب أن يعرف الشباب أن الولايات المتحدة ستدعم "تحولاً ديمقراطياً
حقيقياً في مصر."
وما يدل على وجود هذا الاعتقاد لدى الإدارة الأمريكية ما كشفه
مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن الرئيس المصري، حسني مبارك، وافق على تسليم
سلطاته لنائبه عمر سليمان.
وأضاف قائلاً: "نحن نرغب برؤية هذا يحدث.. لقد قيل لنا أنه سيحدث قريباً."
كذلك أبلغ مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، ليون بانيتا،
الكونغرس الأمريكي، أن هناك احتمالاً كبيراً وقوياً بأن يتنحى مبارك ليلة
الخميس، وذلك قبل التظاهرة الضخمة التي دعت إليها مختلف القوى الأربعاء
وأسمتها بمظاهرة التصعيد.
وقال بانيتا إن التأثير الإقليمي الكلي في المنطقة بشأن ما يحدث
في مصر يجب أن يكون موضع اهتمام بالغ، وأضاف بانيتا إنه يفترض أن مبارك
سوف يسلم سلطاته لنائبه عمر سليمان.