هيكل : مصر مقبلة على مرحلة سيئة
قال الكاتب المعروف «محمد حسنين هيكل»: إننا مقبلون على فترة من أصعب الفترات في تاريخ مصر، وسوف تشهد البلاد ما لم تشهده من قبل من حيث الشدة ضد الحريات وخاصة حرية الرأي والتعبير، منتقدًا القرار الأخير بمد حالة الطوارئ لمدة عامين، والذي قال إنه العلامة على سوء المرحلة المقبلة.
وأضاف أنه ليس متفائلاً على المدى القريب في حدوث إصلاح وتغيير ولكنه متفائل تاريخيًا ولديه أمل في التغيير قائلاً: لا أتصور حياة بلا أمل فأنا أتابع ما يجري وما يقوم به الشباب على الإنترنت على «البلوجز» و«الفيس بوك» كوسيلة للتعبير عن الرأي وهذه طريقة مختلفة لجيل جديد يعبر بطريقة مختلفة في المجتمع المصري، لذلك فلدي تصور في أعماقي بأن هناك قوى كبيرة سوف تظهر في الأجيال القادمة..
وأكد «هيكل» أن الصحافة المستقلة في مصر نجحت في أن تخلق حالة من اليقظة والوعي الحقيقي في المجتمع.
كان هذا في لقاء «هيكل» مع أعضاء مجلس إدارة نادي قضاة مصر وعدد كبير من رجال القضاء والصحافة والإعلام ومجلس الشعب وبينما تحرج «هيكل» من الإجابة عن التساؤلات الخاصة بالشأن الداخلي في مصر والذي لم يتحدث عنه إلا قليلاً وتحفظ في الرد على الأسئلة التي وجهها له القضاة بشأن نادي القضاة واستقلال القضاء، وقد نفى المستشار أحمد مكي ما تردد حول أن اللقاء كان محددًا بالحديث فقط عن الشأن الخارجي، وأضاف: لقد كانت حرية اختيار الموضوع متروكة لكاتبنا الكبير وغير مشروطة بأي شيء.
قال «هيكل» في بداية حديثه: إنه كان منذ زمن طويل متشوقًا لزيارة نادي القضاة إلا أنه قاوم هذه الرغبة وظل يؤخر زيارته هذه لأسباب كثيرة منها أن النادي أصبح لسبب أو لآخر منطقة لغم، وهو يحسب على أنه لغم، فوجود لغم في حقل ألغام مشكلة كبيرة جدًا حتى جاءت الدعوة هذه المرة فقام بتلبيتها.
وتناول حديث الكاتب الكبير جميع ما يجري من أزمات في العالم العربي، حيث وصف ما يجري بالعالم العربي الآن من تمزق وتفتيت وتجزئته بما حدث في الأندلس حينما فتح العرب الأندلس وأقاموا دولة قوية، وقال: إن هذه اللحظة في العالم العربي تذكرني بتجربة الأندلس وتجربة الفتح، حتى حدثت الغيرة والخلاف بين القادة السياسيين والقادة العسكريين، وواجهت الأندلس أزمة منذ أن ظهرت الغنائم وظهر التهافت على زواج الإسبانيات، وحدث نوع من أنواع الإلهاء والترف في بناء القصور الضخمة.. كانت تلك أسباب تشقق الأندلس وهذا هو ما يحدث الآن، نحن أمام تهافت على الغنائم وانبهار بالأجنبي وغفلة عن الحقائق وأنانية شديدة وضعف و....
وأبدى «هيكل» خشيته على المنطقة العربية مما جري في الأندلس، حيث استعرض ما يدور في بلدان العالم العربي مستهلاً بما يحدث في السودان، وقال: هذا الكيان الموجود في الجنوب غير قابل للبقاء كما هو عليه الآن، فهو كيان جغرافي جمعته فتوحات وقت محمد علي والخديوي إسماعيل، لكن ليس هناك رابط بينهما، وقسم السودان إلى أربع مناطق شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا، ففي الشمال كانت مصر تلعب دورًا، أما الجنوب فيجذبه الشرق الأفريقي، والشرق يجذبه إثيوبيا، والغرب تجذبه تشاد أو ما يسمى قبائل فرنسا الاستوائية.. وفي النهاية هذا هو السودان.. وقال: أعتقد أن السودان مشكله لن تحل بالطريقة القائمة، فبعض المشاكل السياسية التي يطول إهمالها لا يجدي معها في النهاية إلا الجراحة.
المصدر موقع مصراوى