الاحتجاجات متواصلة منذ تسعة أيام
واشنطن،
الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تتواصل الاحتجاجات الشعبية في بوسط
القاهرة، الأربعاء، وسط أجواء توتر على ضوء رفض جماعات المعارضة
والمتظاهرون لإعلان الرئيس، حسني مبارك، عدم نيته الترشح لولاية أخرى في
سبتمبر/أيلول، والتمسك بمطلب تنحيه فوراً.وأكد الجيش المصري، في
كلمة ألقاها متحدث باسمه ونقلها التلفزيون الرسمي، الأربعاء، مجدداً وقوفه
إلى جانب المحتجين ودعاهم إلى التعاون معه، قائلاً "الجيش والشعب قادران
على تغيير الموقف الحالي بالرجولة والشهامة".. نريد عودة الشارع وإعادة فتح
المدارس والجامعات والمحال التجارية، مضيفاً: "رسالتكم وصلت"، ودعا لإعادة
الحياة إلى طبيعتها.
وفي الأثناء، عادت خدمة الإنترنت بشكل كامل إلى كافة المحافظات في مصر، الأربعاء، بعد انقطاع الثلاثاء،
وكانت وزارة الإعلام المصرية، أعلنت، الثلاثاء، أن مجموعة
"نور"، الشركة المزودة لخدمة الإنترنت في مصر، وتحديداً آخر شركة عاملة في
هذا المجال، قد أعلن وقف خدماتها بالكامل، في خطوة استبقت المسيرة
المليونية.
كما خفضت ساعات حظر التجوال لتبدأ من الساعة الخامسة مساءً وحتى السابعة صباحاً، عوضاً من الثالثة ظهراً وحتى الثامنة مساءً.
وقررت البورصة المصرية مواصلة تعليق أعمالها، الأربعاء، ولليوم الخامس للتوالي، جراء الاحتجاجات الشعبية، وفق التلفزيون المصري.
وبدأ المتظاهرون، الأربعاء، التوافد على "ميدان التحرير"، عصب
احتجاجات عارمة تشهدها مصر منذ أكثر من أسبوع تنادي بالديمقراطية وتنحي
نظام يتشبث بالسلطة منذ ثلاثة عقود.
ويشهد "ميدان التحرير" في الوقت عينه، تجمع مؤيد للرئيس المصري، وصفوا وسائل الإعلام بـ"الخونة" و"العملاء."
وكان الرئيس المصري قد أعلن، الثلاثاء، أنه لم يكن ينوي الترشح
للانتخابات الرئاسية المقبلة، غير أنه لم يتنحى وأعلن بقاءه في السلطة إلى
حين تنظيم تلك الانتخابات، كما لم يعلن عن عدم إمكانية ترشح ابنه جمال كما
أفادت تسريبات سابقة.
وقال مبارك: "أقول بكل صدق وبغض النظر عن الوضع الراهن أني لم
أكن أنوي الترشح لفترة انتخابية أخرى، لكنني الآن حريص كل الحرص على أن
أختم عملي من أجل الوطن ومصر عزيزة آمنة مستقرة."
وجاءت الكلمة بعد "مسيرة مليونية" توافد خلالها عشرات الآلاف من
المحتجين إلى "ميدان التحرير" للتأكيد على مطالبهم بسقوط نظام مبارك الذي
قاد البلاد لقرابة 30 عاما بعد اغتيال سلفه، أنور السادات عام 1981، تحت
مرسوم قانون طوارئ أتاح له حكم البلاد بقبضة من حديد.
وخاطب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في كلمة ألقاها فجر
الأربعاء جموع المحتجين بكلمة مفادها أنه يسمع أصواتهم، ودعا الجيش المصري
للسماح للمتظاهرين أن يتظاهروا بطريقة سلمية، مشيراً إلى أنه أبلغ نظيره
المصري بضرورة أن تبدأ عملية التحول الديمقراطي السلس والمنظمة في مصر.
وقال أوباما إن الشعب المصري هو المخول باختيار مصيره، مجدداً
في الوقت نفسه وقوف بلاده إلى جانب الشعب المصري واحتياجاته، مشيراً إلى أن
يد واشنطن ممدودة له.