مصريون غاضبون خلال تظاهرات الأيام القليلة الماضية المعارضة للنظام
الإسكندرية،
مصر (CNN) -- أصدر الرئيس المصري، حسني مبارك، بصفته الحاكم العسكري
للبلاد، قراراً حظر فيه التجول في العاصمة القاهرة ومدينة الإسكندرية
والسويس، وذلك بسبب ما قال إنه "تحول للمسيرات الاحتجاجية عن هدفها
وانتقالها إلى التدمير والسلب والنهب للممتلكات العامة والخاصة،"على أن
ينتشر الجيش للمساعدة على تطبيق القرار، في حين فرضت السلطات على المعارض
محمد البرادعي، الإقامة الجبرية في منزله.وبحسب بيان نقله
التلفزيون المصري الرسمي، فإن قرار حظر التجول يطبق اعتباراً من الجمعة
وحتى إشعار آخر، وستمتد ساعات حظر التجول من السادسة مساء وحتى السابعة
صباحاً.
وأشار البيان أن القرار جاء "نظراً لما شهدته بعض المحافظات من
أعمال شغب واعتداء على البنوك والفنادق،" وسيقوم الجيش بمساعدة الشرطة على
تطبيق القرار والحفاظ على الأمن والممتلكات،" وهو أول تدخل للجيش المصري في
هذه الأحداث.
وكان مراسل CNN في العاصمة المصرية القاهرة، قد أكد قبل ذلك
تدفق وحدات من الجيش المصري إلى شوارع العاصمة التي تشهد مواجهات مع الآلاف
من المحتجين منذ انتهاء صلاة الجمعة، في حين أكد مصدر أمني مطلع لـCNN أنه
قد جرى وضع المعارض محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة
الذرية، قيد الإقامة الجبرية في منزله.
من جانبها، أكدت الخارجية الفرنسية على لسان الناطق باسمها،
برنارد فاليرو، أن الشرطة المصرية أفرجت عن أربعة صحفيين فرنسيين في
القاهرة، كانت قد أوقفتهم خلال تغطيتهم للمسيرات الاحتجاجية الدائرة فيها،
بينما بدأ التلفزيون المصري الرسمي للمرة الأولى بتغطية الأحداث وبث صور
مباشرة للمسيرات الاحتجاجية، مع استضافة معلقين يشيرون إلى حق الشبان
بالتظاهر.
وأوردت القناة عن مصدر أمني لم تكشف اسمه قوله إن الوضع الأمني
تحت سيطرة الأجهزة المعنية في مصر، ودعا المصدر الناس إلى "عدم الانزعاج أو
الانجرار وراء الشائعات والتضخيم الإعلامي."
وباشرت القناة الرسمية اتصالاتها بمحافظي مختلف المحافظات
المصرية لمعرفة الأوضاع لديهم، وفي هذا الإطار، قال يحيى نجيب محافظ
الشرقية: "الأوضاع مستقرة وهنماك تجمعين، الأول في الزقازيق، وضم خمسة آلاف
شخص يتزعمهم نائب سابق عن الإخوان المسلمين، ولكن تحركهم كان سلميا، ولم
يتعامل الأمن معهم."
وأضاف: "أما في بلبيس فالعدد لا يزيد عن الألف محتج، وهناك سيطرة عليهم ولم تحدث صدامات مع الشرطة."
من جانبه، قال اللواء مصطفى عبداللطيف، محافظ بورسعيد: "الوضع
عادي، بعد صلاة الجمعة تظاهر في المدينة قرابة سبعة آلاف شخص وانخفض العدد
الآن إلى أربعة آلاف، وقاموا بتوزيع منشورات تدعو لمظاهرة أمام مبنى
المحافظة، ولم تحدث اشتباكات أو مشاحنات في المدينة، ومعظم المشاركين من
الإخوان وقد اعترضوا حتى على خطيب المسجد في صلاة الجمعة."
أما اللواء محمد شعراوي، محافظ البحيرة فقال: "بعد صلاة الجمعة،
تجمع بعض المصلين أمام أحد المساجد وكان هناك استعداد واضح من أجهزة الأمن
التي تعاملت مع الموقف بوعي وإدراك ومر التحرك بسلام في المحافظة، حاول
البعض إلقاء الزجاج على مركز الأمن في منطقة أبو المطامير، وانتهى الأمر
عند هذا الحد في كل المحافظة."
فيما تناقلت وسائل الإعلام أنباء عن وقوع مواجهات بين قوات
الأمن المصرية ومتظاهرين في أعقاب صلاة الجمعة طالبوا بإنهاء الفساد وسقوط
النظام، أفاد شهود عيان لـCNN بأن العنف اندلع في المدينة.
وأفادت أنباء من العاصمة المصرية أن مظاهرات انطلقت بعد صلاة
الجمعة، واشتبك المتظاهرون مع رجال الشرطة الذين انتشروا في أنحاء العاصمة
المصرية، واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع خراطيم المياه
والرصاص المطاطي.
وتجمع أكثر من 1000 متظاهر في الشوارع فيما كان الشبان ينهالون على رجال الشرطة بالحجارة وسط غيمة من الدخان الأسود.
وفي القاهرة، ووفقاً لمراسلي CNN، فقد اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في القاهرة.
وكانت قوات الأمن قد عززت من تواجدها في شوارع المدينة
الرئيسية، بينما تواصلت دعوات أكبر الجماعات المعارضة للنظام الدعوة
للتظاهر والاحتجاج.
وقبل بدء صلاة الجمعة، كانت سيارة شرطة مكافحة الشغب تجوب مناطق مختلفة من القاهرة.
ونقلت الأنباء عن اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في مدن مصرية أخرى، إضافة إلى وقوع إصابات بين المتظاهرين.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من قيام السلطات الأمنية بحملة
اعتقالات طالت عدداً من رموز حركة الأخوان المسلمين، رافقها تعطل في خدمات
الإنترنت والرسائل النصية الهاتفية، وذلك استباقاً لـ"جمعة الغضب والحرية."
ففي بيان له على صفحته في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، أعلن
موقع "ويكيليكس" في وقت متأخر الخميس إنه سيبدأ بنشر وثائق سرية حول مصر.
وقال في بيانه: "سوف نبدأ قريباً بنشر عدد كبير من الوثائق المتعلقة بمصر"، غير أنه لم يحدد موعداً لذلك.
وقبل ساعات مما يتوقع أن يتحول إلى أكبر مظاهرات احتجاجية
معارضة للحكومة في البلاد، أوقفت السلطات خدمة الإنترنت جزئياً، كما منعت
خدمة الرسائل النصية، كما اعتقلت زعماء بارزين في جماعة الأخوان المسلمين
فجر الجمعة، لمنعها من المشاركة في المظاهرات التي دعت إليها جماعات معارضة
أخرى، مثل حركة شباب 6 إبريل، وأطلق عليها اسم "جمعة الغضب والحرية."
واعتقلت السلطات عدداً من زعماء حركة الأخوان المسلمين في ساعات
الفجر الأولى من الجمعة، وعرف منهم الناطق الرسمي باسم الحركة، عصام
العريان، وفقاً لما ذكره زوج ابنته، مشيراً إلى أن اعتقلته في الثانية
والنصف فجر الجمعة.
ووفقاً للعديد من الشركات المزودة لخدمة الإنترنت، تبين أن
الأجهزة الخادمة الموفرة للخدمة الرئيسية في مصر تعطلت جزئياً، حيث كانت
مواقع الإنترنت الحكومة وموقع السفارة الأمريكية في مصر قد تعطلت في وقت
مبكر من الجمعة.
كذلك شهدت صفحات موقع فيسبوك انخفاضاً في الحركة في مصر، وفقاً لما ذكرته المتحدثة باسم الشركة، جيليان كارول.
وتعطلت كذلك خدمات الرسائل النصية للهواتف المحمولة في مصر.
من ناحية أخرى، وصل زعيم المعارضة المصري، والمدير العام السابق
للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، إلى مصر الخميس للمشاركة
في الأحداث التي تشهدها مصر.
وقال البرادعي بعيد وصلوه إلى القاهرة، إنه لا عودة عن التغيير،
مشيراً إلى أن نزول الشعب المصري إلى الشارع جاء نتيجة لإدراكه أن النظام
"لا يسمع ولا يتصرف."
وأضاف البرادعي، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، إن حاجز الخوف "انكسر" ولن يعود من جديد.
وكان الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، صفوت
الشريف، قد قال الخميس، إن ما تم تداوله عن هروب قيادات الحزب خارج البلاد
بعد احتجاج "يوم الغضب،" غير صحيح.(التفاصيل)
وقد دعت قوى المعارضة، إلى جانب حركة الإخوان المسلمين المحظورة
في مصر، أنصارها إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة، في أول مشاركة من جانبها في
التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها مصر منذ يومين.(مزيد من التفاصيل)