ألسنــــــــــــــــــــــــــــــــا
ومرر الحبر على الكلمة مراراً دون قصد ، وانتهى به اليوم دون عمل
.
وعندما خرج الملك لفت انتباهه الحبر الموجود على الباب فقرأه ..وبغضب قال : من كتب هذا ؟؟
لمن حوله من الحاضرين فقال أحدهم : إن هذا الخط لشاب "فلان ابن فلان " يقصد صاحبنا!.
قال الملك : آتوني به ...فلما وصل الشاب ..سأله الملك : من كتب هذا ؟
بخوف قال الشاب : أنا يا سيدي .
قال الملك : وما تعني بهذا ؟!
الشاب : لا شئ يا سيدي .
غضب الملك ..وقال : لك مهلة ثلاثة أيام كي تكمل الجملة بما يتناسب مع المكان ولك ما تشاء إن أجدت وإلا فعقابك عندي شديد .
خرج الشاب من القصر خائفاً حزيناً لا يعرف ما يفعل أو حتى ما يقول ذاهباً إلى البيت فرأته أمه مكتئباً حزيناً على غير عادة فسألته أمه : ما أمرك بني ؟ وأي الهموم تحمل
على عاتقك ؟
خفف من روعك وأخبرني بصراحة ماذا جرى .
أجاب الشاب : سنرحل من هنا .
قالت الأم بدهشة ولماذا نرحل ؟!!
فأخبرها بما حصل في الديوان الملكي ، وما توعده الملك من عقاب إن لم يكمل الجملة بما يناسب موقعها -أي على باب الديوان الملكي .
فنصحته أمه بالذهاب إلى الوادي فقرب الوادي يوجد عالم يدعى "عبد اللما" يأتيه الناس من كل مكان يتعلمون وينتفعون بعلمه ، فقد تجد عنده حلاً لمشكلتك .
بات الشاب ليلته وبكر ذاهباً إلى الوادي ، قطع مسافة طويلة حتى وصل إلى الوادي وكان وقت الظهر فوجد على عين ماء بنت تغسل ثياب .
بعد أن حياها بتحية الإسلام بأدب سألها ماء ليشرب . .
قالت : الماء أجاج والعذب خلف الباسقات .
تقدم الشاب خطوات ..نحو الأشجار ..فوجد الماء العذب ..فشرب ..وحمد الله ..وشكر البنت على ذلك .
فقالت : ما اسمك ؟
وكان قد التمس من ردها فطنة وذكاء
فقال : اسمي في جبينك!! .
قالت : مرحباً بك يا حسن .
قال : وما اسمك ؟
قالت : اسمي أشد من القتل !!
فقال : مرحباً بك يا فتنة .
واستضافته لطعام الغداء في دار أبيها حيث كانت تسكن مع أبيها وأمها العجوزين .
وبعد تناول الأكل ..
سألته : إلى أين أنت ذاهب ؟
قال : إلى عند "عبد اللما " ألا تعرفين أين أجده ؟.
قالت :
"ألسنا " نقول لضيفنا إذ جاء = بأن عبد اللما خلف وادينا
فتغير لونه وابتسم ..
وقال : ما عدت محتاجاً لعبد اللما !.
قالت : لماذا ؟؟!!
قال : لأنني وجدت ما كنت أبحث عنه ، وأخبرها بما جاء من أجله وأن ما قالته قد كفى وأوفى .
وطلب منها الإذن بالرجوع إلى المدينة ورجع مسرعاً إلى المدينة وذهب إلى الديوان مبكراً في اليوم الثاني وأكمل الجملة ووصل الخبر إلى الملك فطلبه وأكرمه وقال له : اسأل ما
شئت ؟
وأعطاه خلعة سنية وعينه مستشاراً في الديوان .
ثم عاد الشاب إلى البنت وتزوج بها وعاشوا عيشة هنية
أحسنت أم ربت وعرفت أي ثوب هو العلم يكسو المكان والحلل .
وأحسنت فتاة كان لأدبها وعلمها حلة جمال زادتنها فتنة على فتنتها .
وأحسن كل من مضى على درب العلم يكتسب به العلا والمكان