صورة عن ورقة العملة المتخيلة، وعليها البوعزيزي
دبي،
الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تواصل تركيز الصفحات العربية على موقع
"فيسبوك" للتواصل الاجتماعي على الأوضاع في تونس واتجاه تطورها، فبرزت
الدعوة لوضع صورة الشاب محمد البوعزيزي، الذي بات رمز الانتفاضة الشعبية
لبلاده، على ورقة عملة، في مفارقة بارزة باعتبار أنه انتحر بسبب الفقر، إلى
جانب غضب التونسيين من الزعيم الليبي معمر القذافي، والعاهل السعودي،
الملك عبدالله بن عبد العزيز.كما برزت مشاحنات ذات طابع رياضي
بين مشتركين أردنيين وسعوديين بسبب خروج المنتخب السعودي من كأس آسيا،
وتأهل الأردن، إلى جانب إعراب بعض الصفحات التي ينشط عليها مشتركون أقباط
عن موقفها من قضية محاكمة المتهم الأساسي بقتل مسيحيين في بلدة "نجع
حمادي."
وعلى صفحة ضمت قرابة نصف مليون مشترك، تضامن مئات آلاف
الجزائريين والمغاربة والليبيين مع المحتجين في تونس، وشجعوهم على مواصلة
التحرك بالشارع حتى تلبية مطالبهم، وحملت المجموعة عنوان "تونس والجزائر والمغرب بلد واحد."
وناقش المئات من أعضاء المجموعة، التصريحات التي أدلى بها
الزعيم الليبي، معمر القذافي، والتي أعرب فيها عن غضبه حيال الإطاحة
بالرئيس السابق، زين العابدين بن علي، واعتباره، أن الأخير، هو أفضل شخص
يحكم تونس.
وعلقت المشتركة عائدة عبدالقادر على هذا التصريح بالقول:
"القذافي وفي لسيده المجرم بن علي، إلى مزبلة التاريخ أيها الخونة.. والله
لا نسامحك يا قذافي لا أنت ولا بن علي ولا ملك السعودية (بسبب استضافة
الرياض لبن علي بعد مغادرة تونس) والله عذابكم في الدنيا قبل الآخرة، كما
سقط بن علي سيأتي دوركم."
أما المشترك جوزيف يوسف، فرد على تصريحات القذافي بإشارة تحمل
طابع التهكم من بعض الرموز المرتبطة بالزعيم الليبي، مثل الكتاب الأخضر
والخيمة التي يصطحبها معه في رحلاته، فكتب قائلاً: "سير تخبى في خيمتك
الخضرا يا."
واكتفى خالد داودي بالقول: "اتق الله يا معمر.. في النهاية الموت لكل إنسان أجل."
ويبدو أن هذه التعليقات لم تعجب المشترك "جيدوبي توبي"، الذي
أغضبه انتقاد القذافي فقال: "أنتم يا توانسه خليكم في حالكم، معاش نبو (لا
نريد) منكم شيء ويا ريت القائد (معمر القذافي) يوقف العلاقات مع تونس حتى
تعرفوا أن المعيشة بدون ليبيا صعبة."
أما مجموعة "Tunisia _ تونس _ Tunisie"
التي تضم أكثر من 375 ألف مشترك، فقد أثارت قضية تخليد ذكرى الشاب محمد
البوعزيزي، الذي فجّر الغضب الشعبي في تونس، بعدما أضرم النار في نفسه
احتجاجاً على ظروفه المعيشية، وذلك من خلال وضع صورته على ورقة نقدية.
وقالت المشتركة صالحة بليندا مؤيدة الفكرة: " نعم والله فكرة
جيدة جدا، وأرجو أن يخلدوا هذه الذكرى العظيمة بنصب تذكاري للشهيد
البوعزيزي أمام المقر الرئاسي."
ولكن زميلتها "ريم المها" تنبهت إلى أمر آخر، يتعلق بقدرة
الفقراء على الوصول إلى هذه الورقة، بسبب الفقر المنتشر في البلاد فكتبت
محذرة: "أنا لست مع الفكرة، لأنه (البوعزيزي) عزيز علي، ولو مكسبش الواحد
هذه العملة من قلة ذات اليد سيسب الورقة وهو فيها، وهو ما يستاهلش."
وحفلت الصحفة بالتعليقات المعترضة على الحكومة الجديدة، وما
ضمته من أسماء لشخصيات من النظام القديم، فكتب محسن بن عبدالله قائلاً:
"بعد أن قرّرت بقايا النّظام البغيض الاحتفاظ بالوزارات السّياديّة في
الدّولة، وخاصّة وزارة الدّاخليّة، فإنّ الشّعب التّونسي مدعو إلى إلى
الخروج في مسيرات حاشدة الثلاثاء، ليبعث برسالة أمام العالم، تعبّر عن رفضه
لشركاء المجرم الهارب، وإيذانا بحلّ هذا الحزب غير الدّيمقراطي، وملاحقة
رموزه."
غير أن هذا لم يعجب المشترك أحمد سلمان، الذي رد قائلاً: "يا
شعب أفيقوا، هذه الصفحة تحرض فيكم تدريجيا وأنتم مش فاهمين، قبل كل شيء
تدخل فيها أمور سياسية، أي أن المعارضة تدعمها بريطانيا و فرنسا وأمريكا،
يعني الحلف الثلاثي."
وفي مصر، انشغلت المجموعات، التي تضم غالبية من
المشتركين الأقباط بالتعليق على إحالة أوراق المتهم الرئيسي بحادث إطلاق
النار على مسيحيين في نجع حمادي إلى المفتي تمهيداً لإصدار حكم بإعدامه.
وأبرزت مجموعة "معاً لمساندة جورجيت قلليني التي تدافع بكل قلبها عن شهداء نجع حمادي"
مجموعة من التعليقات حول هذه القضية، بينها ما كتبه أبانوب ماهر: "يا رب
إعدام يا رب، عشان تطفي النار إلي في أهالي الشهداء، والنار إللي جوانا
إحنا كمان."
وأيدت كوكي صبري هذه التعليقات حول احتمال إعدام المتهم محمد
أحمد حسين، المعروف باسم "حمام الكموني،" قائلة:
"مبروكككككككككككككككككككككك الإعدام للكموني."
من جانبه، أعرب لورنس ويليام عن رغبته في أن تشمل المحاكمات
أركان في النظام، فقال: "المحرضون على القتل أفلتوا من العقاب، ومازالوا
تحت قبة البرلمان المصري، ومنتميين إلى الحزب الوطني.. شريكاه (الكموني) في
الجريمة لم يحكم عليهما بعد، وتم تأجيل الحكم عليهما، لعل الأقباط
ينسونهما فينالان حكما مخففا."
وعلى
صفحات رياضية عربية، برزت نقاشات ساخنة على خلفية
كأس أمم آسيا لكرة القدم بين الأردنيين والسعوديين، إذ تأهل المنتخب
الأردني للدور الربع نهائي الأحد، بفوزه على سوريا، في حين خرج نظيره
السعودي من البطولة بخسارة قاسية بخمسة أهداف دون رد أمام اليابان.
فعلى صفحة "المنتخب السعودي"
كتبت المشتركة الأردنية "بنت المجالي" قائلة: "باي باي باي مع السلامة يا
سعودية.. سعودية باي باي باي واستني آسيا الجاي.. الأردن أولا دائما
وأبدا."
وردت المشتركة السعودية ضحكة براءة: "ورونا الشطارة مع أوزبكستان يا الأردن، واتركوا عنكم الكلام الزائد."
أما المشتركة "لسعة شقاوة" فتدخلت موجهة حديثها لبنت المجالي
بالقول: "طيب وش فيك متحمسة هع؟ الله يوفق الأردن ويأخذ الكأس، والمنتخب
السعودي نعتبرها كبوة جواد والقادم أفضل، من حقك تفرح لمنتخب بس مو معناته
أن تقلل من شأن غيرك أو تسخر وتشمت لأن الدنيا دوارة.. العرب يفتقدون للروح
الرياضية، وهدفنا الوحيد لازم كل واحد يشوف نفسه على الثاني."