شكراً يا زحمة السير !!!

شكراً يا زحمة السير !!!

من منا لم يمض ساعات و ساعات في زحمة السير, أضواء إشارات
المرور تتحول من أحمر إلى برتقالي ثم إلى أخضر و نغتاظ أكثر حين تتحول من أخضر إلى
أحمر و نحن في مكاننا نتابع عرض الأضواء الثلاثية الألوان دون أن نستطيع أن نفعل
شيئاً سوى المراقبة!!!!!

في بداية الأمر لم أكن قد حصلت على رخصة القيادة وقتها ,
فكنت لا أضيع هذه الدقائق الغالية و أستغلها في النوم فأنا بالنهاية شاب عربي , و
كنت كمن أصبح لديه منبه داخلي ( و أظن أنني كنت أعد مرات استخدام السائق للفرامل
كي أُقدّرَ مكاني) فأستيقظ قبل أن أصل إلى مكان العمل بوقت قصير يسمح لي بأن
أُصَحصِح, و كنت من القلائل الذين يدخلون إلى مكان العمل و هم في قمة النشاط ,
بينما يدخل الكثيرون وقد أرهقتهم زحمة السير.

ولكن مع مرور الوقت بدأتُ أتململ من النوم و الزحمة و
التأخير و إن كنت نادراً ما أتأخر, و أصبحت أبحث عن طريقة جديدة كي أملأ فيها هذه
الساعات, و حين كنت مرة في إحدى المكتبات رأيت كتاباً جميلاً - نسيت موضوعه - شدّني
إليه و لكنني تركته, فبسبب حجمه الكبير نسبياً لن أستطيع أن أقرأه كاملاً إلا بعد
10 أيام بواقع أربع ساعات قراءة يومياً و بدأت أفكر : كيف ستجد هذه الأربع ساعات
يومياً يا نبيل؟؟؟؟و بحسبة بسيطة و جدت أنني أمضي يومياًو تقريباً ساعتين في الذهاب
إلى العمل و ساعتين في طريق العودة و هذا ما مجموعه أربع ساعات, و هو
المطلوب.

وبدأتُ برحلة القراءة المشوقة و من كتاب إلى آخر و من
مكتبة إلى أخرى أبحث عن كتب لم أكن أملك الوقت لقراءتها و من مختلف الإختصاصات و إن
لم أكن أستطيع الحصول على بعض الكتب القديمة كنت أبحث عنها بالنسخة الالكترونية على
هاتفي المحمول, و شيئاً فشيئاً بدأت النسخ الرقمية تحتل مكان الكتاب الورقي لسهولة
حملها معك أينما ذهبت و دون أن تفقدها في مكان ما و ميزات أخرى عديدة, و إن كانت
القراءة من شاشة الهاتف المحمول قد أتعبت عينيَّ , و لكن فوائد القراءة كانت أكبر
سواءً كانت من الكتب الورقية أو الإلكترونية, فأذكر أنني قرأت رواية مائة عام من
العزلة بزمن قياسي و قمت بإعداد ملخص لها, و حين أعدت الكتاب لأخي تفاجأ و ظن أنني
لم أكملها لأنني وجدتها معقدة و صعبة , و لكنني قلت له و بكل ثقة: شكراً لزحمة
السير, أما إرهاق العينين فقليل من النوم يكفي لإراحتها.

استمريت على هذه الحالة فترة من الزمن و ذلك أثناء تواجدي
في المدينة التي لا تنام, و حين انتقل عملي منها إلى مدينة أخرى تعرفتُ إلى
السَكينة و الطمأنية في جوها العائلي , انكمشت رحلة الأربع ساعات إلى رحلة الأربع
دقائق و أصبحت لا أستطيع أن أجد الوقت الكافي كي أقرأ كتاباً واحداً في الشهر, رغم
توفر الوقت بدل الضائع في زحمة السير, و حين تمر عليَّ ايام لا أقرأ من كتاب ,
أعاتب نفسي فترد علي نفسي بأن عليك أن تجد الوقت للقراءة و أن تذكر فضل نعمة “زحمة
السير” عندها أكرر و أقول: شكراً يا زحمة السير, شكراً يا زحمة السير , شكراً يا
زحمـ…..

يسلمووووووو

شكراً يا زحمة السير !!! Crowds3

:38:

:38: :38:

» ممنوع السير عكس الأتجاة
» كلينتون تحذر الحكومة المصرية من السير فى الاتجاه الخاطئ
» لعنة حوادث السير تطارد عربات الرئاسة المصرية
» حــســبــي الله عــلــى الظالم ... إن غدآ لناظره قريب ...