من
منا بات لا يعرف الأركيلة، ومن منا بات لا يشاهد بأم عينه الغزو الأنثوي لعالمها؟
عادة أرخت بظلالها على مجتمعنا
الشرقي منذ سنوات قليلة ونمت نمواً سريعاً مما أفرز ذلك تساؤلات عدة، موقع eSyria
بتاريخ 9/1/2010 أراد الدخول في خضم هذا العالم والإحاطة قدر المستطاع بتاريخ
الأركيلة ودوافعها ونتائجها على الصحة والمجتمع فكانت الحوارات التالية:
الباحث "صالح هواش المسلط" قال: «الأركيلة
كالمرض المزمن بالجسد، وإن صح التعبير هي عادة مكتسبة خطيرة لما لها من إفرازات
سلبية على المستوى الشخصي والمجتمعي ناهيك عن اقتحام من هم في سن المراهقة من
الجنسين لهذا العالم. الأركيلة واسعة الانتشار بالعالم الشرقي والغربي على حد سواء
لكنها ظهرت بالشرق مع ظهور التبغ تقريباً.. لها قدسية عند مدمنيها وأقول مدمنيها
لأنهم يشربونها أكثر من مرة باليوم يقضون فيها عدة ساعات في المقاهي أوفي المنازل،
أما الغزو الأنثوي لها فقد لمسناه منذ سنوات قليلة لكنه أستفحل بالمجتمع كالمرض
الخبيث بالجسد.
يرجح عمر الأركيلة لأكثر
من /400/ سنة إلا أن الموسوعات لم تتطرق لها، لها تسميات عدة منها: "الشيشة"
و"القصبة" و"الكوزة"، وقد تفنن الصناعيين بتصنيعها حتى خرجت بأشكال وأحجام وأطوال
مختلفة».
أما المرشد الاجتماعي "فيصل
العلي" فقال:
|
أركيلة وبنات |
«لا شك أن
هناك أسباب نفسية واجتماعية عميقة تكمن خلف تكون هذه الظاهرة، والوقت يطول
لمناقشتها وتبين الأسباب لذلك خاصة انتشارها في وسط النساء الشرقيات، لكننا نستطيع
أن نسلط الضوء على بعض الدوافع الرئيسية وبعض نتائجها السلبية ولعل أهم الدوافع هي:
شعور الشباب بالرجولة عند تدخينهم، كذلك تقليد الابن لأبيه وتقليد الأنثى للرجل،
المنافسة بين الإناث على تناولها، شعور الاستقلال والتمرد على الواقع وقناعة
الكثيرات بأن شرب الأركيلة عند النساء ينم عن قوة شخصية واستقلالية وغرور وبرستيج
اجتماعي معين.. أما أهم النتائج فهي: التمرد والخروج عن التقاليد، الابتعاد عن
الأسرة لساعات طويلة والانخراط في عالم الأصدقاء، القلق العام والتوتر، الاكتئاب،
العصبية الزائدة غير الأمراض الصحية».
من الناحية الطبية يقول الدكتور "صخر إدريس": «هناك اعتقاد بأن
الأركيلة ليس لها ضرر على الصحة كضرر السيجارة، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الأركيلة أكثر
ضرراً من السجائر على الصحة بحقيقة الأمر.. ناهيك أن خرطوم الأركيلة يحتوي في داخله
على طبقة مستقرة من البكتيريا والفطريات التي تنتعش في الرطوبة والدفء, والتي
تتكاثر ثم تنتشر عبر الأنفاس المشدودة إلى حيث تعيث فسادا وإفساداً
|
دخن عليها تنجلي |
في صحة
المدخنين السعداء، ولعل ذلك من أهم أسباب مرض الدرن الرئوي كما يؤدي تدخين الأركيلة
إلى أنواع عديدة من الأمراض كارتفاع ضغط الدم الشرياني وسرطان الحنجرة وخلل في
وظيفة الرئتين ونقص الوزن عند حديثي الولادة لأمهات مدخنات، كذلك أمراض القلب
والشرايين من جراء النيكوتين وأمراض سرطانية من جراء القطران والمعادن الثقيلة التي
يحتويها كالبنزوبيرين، الزرنيخ، الكروم، الرصاص التي تتواجد في دخان الأركيلة
بكميات تفوق دخان السيجارة بأضعاف المرات ولا ننسى تأثر على الأسنان من تصبغ وهشاشة
باللثة وأخيراً احمرار العينين بسبب الدخان المتصاعد من الأركيلة».
من جانبه الأستاذ "عبد المجيد الخميس" قال:
«لم يقتصر شرب الأركيلة على فئة معينة، فهي مشرب كل الفئات، أنا معلم مدرسة وأشرب
الأركيلة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وأن سألتني في الإطار العام أقول لك هي مضرة
بالصحة لاشك، لكن لا أستطيع أن أتركها اليوم لأن بيني وبينها عشق قوامه أيام وليالي
وساعات صباح ومساء، شكوت لها جُل همومي وأزاحت عني الغم بدخانها المعسل الساحر الذي
حلقت من خلاله إلى فضاءات ليس لها حدود، كانت الرفيق الصدوق لي فهل من
|
عشق الأركيلة |
الشيمة أن يغدر المرء بصديقة.. أما الصحة نتركها بحفظ رب
العباد».
آخر القول وصلنا بعد هذه
الحوارات إلى نقاط تقاطع تثبت لنا ما تخفيه الأركيلة لنا من أضرار نفسية وصحية
وأخلاقية، ويجب أن نتشارك جميعاً لقتل هذا السرطان وإن لا نكون استسلاميين كغيرنا
تحكمنا رغبة النفس لا رغبة العقل الرجيح، وبالنهاية هي دعوة لإيجاد غدٍ مشرق خال من
سحاب الأراكيل الضبابي المقيت.