بعد تصدره لقائمة أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات على مستوى تاريخ السينما ، سواء
في الولايات المتحدة أو الخارج ، عاد فيلم "أفاتار" مجدداً ليتصدر قائمة أكثر
الأفلام تعرضاً لعمليات القرصنة ، خلال العام 2010 الذي قارب على
نهايته.
وفيما بلغت إيرادات الفيلم الحائز على جائزة أوسكار ، نحو 2,8 مليار
دولار في شباك التذاكر على مستوى العالم ، وهو رقم لم يسبقه إليه أي فيلم آخر ، فقد
وصل عدد مرات تحميل الفيلم من على الشبكة الإلكترونية ، إلى ما يقرب من 16 مليون
580و ألف مرة.
وقال موقع "تورينت فريك" ، المعني برصد أكثر الأفلام التي يتم
تحميلها من شبكة الإنترنت ، إنه لم يرصد على الإطلاق ، فيلماً تعرض للقرصنة خلال
عام واحد ، كما حث لفيلم "أفاتار" ، للمخرج جيمس كاميرون ، والذي تم تصويره بتقنية
ثلاثية الأبعاد ، إلا أن هذه التقنية لم تحمً الفيلم من القرصنة.
وجاء في
المركز الثاني ، بحسب الموقع نفسه ، الفيلم الكوميدي "كيك آس" ، بطولة أرون جونسون
، وكريستوفر مينتز بلاس ، وكول موريتز ، والذي حقق إيرادات بلغت حوالي 48 مليون
دولار ، ولكنه تم تحميله من على الشبكة العنكبوتية حوالي 11,4 مليون
مرة.
وجاء فيلم "إنسبشن" للنجم ليوناردو دي كابريو ، في المركز الثالث ، حيث
تم تنزيله حوالي 9,7 مليون مرة ، يليه فيلم "شاتر آيلند" ، في المركز الرابع ، بعد
تحميله بما يقرب من 9,5 مرة ، ثم "آيرن مان 2" ، في المركز الخامس ، وبلغ عدد مرات
تحميله حوالي 8,8 مليون مرة.
كما جاء ضمن قائمة أكثر عشرة أفلام تعرضت
للقرصنة ، فيلم آخر فاز بجائزة أوسكار ، هو "ذا هارت لوكر" ، الذي احتل المرتبة
التاسعة في قائمة القرصنة ، حيث تم تحميله من على الإنترنت حوالي 6,8 مليون
مرة.
والفيلم الجديد للمخرج جيمس كاميرون يعالج ذات القضية ، إلا أنه
يعالجها من منظور تقني جديد ، إذ تم الدمج ما بين التمثيل البشري الواقعي ،
واستخدام النماذج ثلاثية الأبعاد ، لتقوم بدور "المجسدات" أو Avatar ، وهو أيضا
عنوان الفيلم.
ولإتمام المهمة ، يتم تجسيد عدد من الشخصيات المشابهة للسكان
الأصليين ، والتحكم بهم عن طريق قوقعة يجلس فيها البشري ، ليتحكم بكل ما يقوم به
المجسد.
وبطل هذا الفيلم هو جايك سولي ، المقعد الذي قرر المشاركة في هذا
البرنامج بدلا عن أخيه المقتول ، فيحس بالنشوة الشديدة عندما يتمكن ، في الخيال ،
من المشي والركض والتنقل بسهولة ، حتى أنه ومع أحداث الفيلم ينقلب الواقع في ذهن
جايك إلى خيال ، والخيال إلى واقع جميل.
يتعرف جايك إلى عادات شعب "نافي"
وتقاليده ، ويحاول الاندماج معهم ليصبح واحدا منهم ، وبالطبع ، ليقع في حب أجمل
فتياتهم ، إلا أن علمه بكل ما كان سيحدث لاحقا من الجانب البشري ، جعل منه خائنا في
نظر شعب "النافي".
وكما هي الأفلام الأمريكية دوما ، يتحول هذا الشخص العادي
إلى بطل ، ويرسم خطة محكمة من أجل إنقاذ شعب "نافي" ، وإعادة إعمار الأرض التي سعت
لتدميرها البشرية كما دمرت الكوكب الأرزق من قبلها.
في الفيلم جانبان لا
يمكن إغفالهما أبدا ، الأول هو الإنتاج الضخم لهذا الفيلم ، الذي تجاوزت ميزانية
إنتاجه نحو 200 مليون دولار أمريكي ، إذ تجلى الإنفاق على إخراج هذا الفيلم في
تصميم بيئة جديدة ، يعيش فيها شعب "نافي" ، وهي بيئة فريدة لم تر البشرية لها مثيلا
، ولم ير المتفرج لها مشابها في الجمال ، والدقة ، والبراءة ، بل
و"الطهارة".
الجانب الآخر ، وهو الأهم ، هو الاسقاطات التي قد يكون مخرج
الفيلم تعمد وجودها ، فالسكان الأصليين مرغمون على الخروج من بقعة عيشهم ، وهي
تحتوي على الكثير من الثروات في نظر البشرية ، تماما كما حدث سابقا في أمريكا ، وما
يحدث اليوم في العراق ، وأفغانستان ، وأماكن أخرى.
كما أن إصرار جايك سولي
على رسم خطة واضحة للهجوم والدفاع على الأرض ، وتأكيده أنهم سينجحون "لأن العدو لا
يعرف تضاريس المكان" كما يعرفونها هم ، وهو أيضا إشارة إلى حروب قامت بين أهل الأرض
والأعداء القادمين من الخارج مدججين بالسلاح والقنابل.
فيلم أفاتار لم يشهد
مشاركة نجوم مشهورين جدا في هوليوود ، بل اعتمد على خيال الصورة ، وجمالية المكان ،
بل وفيه تحذير لسكان الأرض الآن من مستقبل مظلم قد ينتظرهم إذا ما استمروا في تدمير
كوكب الأرض كما يفعلون اليوم.