عقدت أمس في العاصمة السودانية الخرطوم, أعمال القمة الرباعية, بحضور الرئيس حسني مبارك والرئيس السوداني عمر البشير والأخ معمر القذافي والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز,
ومشاركة السيد سلفا كير النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة جنوب السودان. وقد تناولت القمة بحث أولويات استيفاء استحقاقات السلام الشامل في جنوب السودان, وإجراء استفتاء الجنوب في جو من السلام والهدوء والشفافية والمصداقية, وبما يعكس إرادة شعب جنوب السودان في البقاء في إطار السودان الموحد أو الانفصال السلمي, وهي الإرادة التي أكد القادة المشاركون في القمة ضرورة احترامها أيا كانت نتيجة الاستفتاء. وقد أكد القادة الأربعة, خلال أعمال القمة, أن تكون نتيجة الاستفتاءـ أيا ما كانت ـ إيجابية علي مستقبل السودان.
كما بحثت القمة مستقبل العلاقة بين شمال وجنوبه بعد إجراء الاستفتاء, وأكد القادة الروابط العضوية بين الشمال والجنوب ـ التي تدعمها اعتبارات التاريخ والجغرافيا والثقافة والقيم الاجتماعية, والمصالح المشتركة ـ والتي تستوجب من جميع الأطراف العمل علي تدعيم واستمرار هذه الوشائج في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبصرف النظر عن نتيجة الاستفتاء. وقد جاء في البيان الختامي للقمة الرباعية, أن انعقادها جاء إدراكا من القادة المشاركين فيها لمدي أهمية التطورات التي يمر بها السودان في هذه المرحلة مع بدء العد التنازلي لموعد الاستفتاء علي مصير جنوب السودان, واستحقاقات مرحلتي ما قبل وما بعد الاستفتاء والتي تتطلب تضافر جميع الجهود الإقليمية والدولية للوفاء بهذه الاستحقاقات تحقيقا للسلام والاستقرار في مختلف ربوع السودان.
وأكد القادة في البيان, أهمية بذل كل الجهود لدعم الثقة المتبادلة بين طرفي إتفاق السلام الشامل في السودان والعمل علي تسهيل الحوار المشترك بينهما, وتمكينهما من التوصل إلي اتفاق حول القضايا الخلافية, وبما يمهد لإجراء الاستفتاء في أجواء صحية.
كما أشار القادة في البيان الي أنهم بحثوا الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلي التقريب بين طرفي اتفاق السلام وعبروا عن دعمهم الكامل لهذه النتيجة, وأهمية استمرارها, وعن أملهم في التوصل إلي اتفاق بشأن القضايا العالقة.
في الوقت الذي أشاد فيه القادة بتوافق طرفي اتفاق السلام الشامل في السودان حول جانب كبير من هذه القضايا, ودعوا إلي استكمال بقية الجهود للتوصل إلي تسوية للقضايا المتبقية.
كما أشاد القادة خلال اجتماعاتهم بجهود إحلال السلام في إقليم دارفور, ونوهوا بالاستراتيجية الجديدة للحكومة السودانية, التي تستهدف تحقيق السلام والتنمية في الإقليم, ودعا القادة في البيان الختامي جميع الفصائل الدارفورية إلي سرعة الانخراط في مفاوضات السلام الجارية بالدوحة, والعمل بشكل جدي لتوقيع اتفاق السلام المنشود الذي يعيد الحياة والأمل لأهالي دارفور.
وكان الرئيس مبارك قد وصل ظهر أمس إلي الخرطوم, حيث كان في استقباله الرئيس عمر البشير ونائبه علي عثمان محمد طه, ورافق الرئيس في زيارته للسودان السيد أحمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية