تمثل محافظة الوادي الجديد الجزء الأكبر مساحة من زمامات الجمهورية إذ تتعدي مساحتها لأكثر من40 % وتضم بين جبالها وصحاريها خمسة مدن تتبع خمسة مراكز إدارية هي الخارجة وموط وبلاط وباريورغم تعداد السكان البسيط فيها الذي يصل لنحو200 ألف نسمة لكن المسافات فيما بينها بمئات الكيلو مترات فمثلا بين الخارجة والداخلة220 كيلو مترا وبين الداخلة والفرافرة350 كيلو مترا وبين الداخلة وأحد توابعها العين بشرق العوينات420 كيلو مترا وهي امتدادات مترامية كبيرة تشغل مساحات كبيرة فيما بينها ومزودة بمرافق حيوية كالكهرباء والطرق اللذين يمثلان عنصر الحياة لأي مكان خلاف الطبيعة الجميلة وآفاق التنمية, الشاملة المتعددة.
لكن هذا الحال مازال يبحث عن إجابة حكومية حتي الآن رغم المقولات والتصريحات الكثيرة التي أذيعت وأعلنت ورغم المقومات الفريدة المتوفرة في هذه الامتدادات كثير من رجال التعمير كانت لهم رؤي ثابتة حول مستقبل هذه الامتدادات وأن قدامي رجال التعمير لم يضعوا هذه الفوارق الكبيرة بين المدن وبعضها والقري وبعضها من فراغ لكن كانت لهم رؤي تخدم التوسع في الاستصلاح والتعمير, ومطلوب هذه الفترة استغلال هذه المساحات في اقامة المجتمعات العمرانية الجديدة فيها لجذب الشباب المصري وصغار المزارعين للتوطين والمعيشة ليكون بالوادي أكبر عدد من السكان ويكون المتنفس الحقيقي للاكتظاظ السكاني الموجود في الدلتا ووادي النيل.
محافظ الوادي الجديد السيد أحمد مختار, أكد أن هناك مخططات جادة لاستغلال هذه الامتدادات ويوجد تنسيق مع جهات مركزية ووزارة الاسكان لاقامة قري جديدة فيها تخدم الشباب المصري خصوصا أنها مزودة بمرافق مهمة وحيوية ولا توجد معوقات لتعميرها.. وبالفعل تم البدء في اقامة ثلاثة مجتمعات عمرانية جديدة كمرحلة أولي بهذه الامتدادات الأول في بلاط الجديدة سيخدم استصلاح أكثر من1500 فدان وتوطين أكثر من400 مستفيد وفي جوريشن7 وفي أرض الملك خلال العام المقبل سيكون العمل فيهما وصل لمراحل عالية لتبدأ مراحل أخري في امتدادات الداخلة ـ الفرافرة والخارجة الداخلة ـ حيث الأخيرة ستقام عليها أكبر منطقة للصناعات الثقيلة بجوار مشروع فوسفات أبوطرطور لاستغلال شريط السكة الحديد المار لميناء سفاجا كما تقام حاليا أكبر مشروعات للاستثمار الزراعي علي امتداد موط شرق العوينات بدأت باستصلاح800 فدان علي عدد من آبار المياه الجوفية لكبري شركات الاستثمار وستكون هناك مشروعات أخري.
المهندس السيد عطية المدير العام للقطاع الزراعي بالوادي أكد أن الامتدادات قادرة علي اضافة أكثر من100 ألف فدان للرقعة الزراعية, فمثلا هناك أكثر من4000 فدان ستضيفها المنطقة الحالية مابين بلاط وأسمنت لمختلف الحاصلات الزراعية وأرض الملك الواقعة شمال باريس وما تضيفه من مساحات زراعية نجحت فيها التجارب الأولية لزراعات البطاطس والنباتات الطبية والقمح والشعير, مشيرا إلي الخطة الاستراتيجية التي نفذها الوادي الجديد من خلال جامعة أسيوط خلال السنوات الخمس الماضية حتي عام2027 وما نتج عنها من مساحات كبيرة تقع بالوادي تخدم التنمية الزراعية وتوفر فرص عمل في الزراعة واستصلاح الأراضي وكذلك الأراضي الواقعة مابين غرب الموهوب وأبومنقار التي تتعدي23 ألفا و500 فدان تم طرحها للاستثمار الزراعي.
المهندس عادل ربوح وكيل وزارة الإسكان بالوادي أكد أهمية التوجه الحكومي في استغلال الدراسات التي نفذتها المحافظة التي تتماشي مع الخطة الاستراتيجية لتنميتها ودخول هيئة المجتمعات العمرانية ووزارات الزراعة والري والتنمية المحلية والبدء في مسح شامل لآفات التنمية في هذه الامتدادات خاصة أنها مزودة بمرافق مهمة من مياه وأراض صالحة وتليفونات وكهرباء وطرق وهي تمثل مستوي معيشي لاي مجتمع عمراني جديد لأن ذلك سيساعد الشباب المصري للقدوم للوادي الجديد والتوطين علي أرضه واقامة الحياة المعيشية السليمة, وأضاف أن الإسكان لا يقام إلا بوجود بشر والبشر لا يأتي بهذه الأماكن إلا مع توافر الخدمات واقامة المشروعات التي توفر له الاحتياجات الضرورية للمياه وأنه ليس ببعيد أنه تم وضع مخططات لاقامة6 قري ضمن مشروعات الظهير الصحراوي للوادي الجديد بهذه الزمامات ومازال العمل جاريا في انشائها وكرر وكيل وزارة الإسكان أهمية البدء في استغلال مخططات الخطة الاستراتيجية للوادي الجديد لأنها قادرة علي إزاحة الظلام عن أدوات تعمير الوادي الجديد.
لكن في النهاية يري عدد كبير من سكان الوادي الجديد والعاملين علي أرضها أنها امتدادات لاتزال شاغرة وكل ما يحكي عن استغلالها لم يضف شيئا من اهمية تعميرها لأن استغلالها لا يعني توفير الحياة المعيشية لها أكثر من إزالة شبح المسافات البعيدة بين مدن وقري الوادي الجديد وبعضها.
س والفرافرة .