أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من قرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية, وقالت إن تلك الإجراءات تقوض جهود السلام.
ونقل راديو سوا الأمريكي أمس عن فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن بلاده أعربت للحكومة الإسرائيلية عن قلقها حول إعلانها عن بناء526 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية. وأضاف كراولي أن ذلك يقوض الثقة التي هي ضرورية لإعادة الأطراف مجددا إلي المفاوضات المباشرة ولتحقيق تقدم فيها,مشيرا إلي أن القنصل الأمريكي العام في القدس التقي الرئيس الفلسطيني عباس وأطلعه علي مسار المحادثات الأمريكية مع إسرائيل.ورفض المتحدث التعليق حول ما إذا كان القنصل روبنستاين أبلغ عباس بأن الحكومة الإسرائيلية غير موافقة علي تجميد الاستيطان مجددا من أجل استئناف المفاوضات المباشرة.وأكد كراولي أن الولايات المتحدة تواصل إجراء محادثات هادئة مع الجانبين حول مضمون عملية السلام, إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل ما يتم مناقشته.وفي القدس المحتلة, أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان أن الاتصالات مع الجانب الأمريكي بشأن تجميد الاستيطان لاتزال مستمرة, لكن دون التوصل إلي أي تقدم حتي الآن.وقال جندلمان ـ في تصريح لراديو سوا الأمريكي أمس ـ إن الإسرائيليين مستعدون لتجميد البناء في المستوطنات لفترة أخري إذا تجاوبت الإدارة الأمريكية مع طلب إسرائيل بتسليم وثيقة ضمانات, أي وثيقة تفاهمات أمنية وسياسية.وأكد المتحدث الإسرائيلي أن الاتصالات حول هذه القضية لم تنته بعد, وأن الجانب الإسرائيلي مازال يتحاور مع الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص.وقال جندلمان عندما سيكون هناك توافق بيننا وبين الإدارة الأمريكية حول هذه القضية سنستطيع عرض هذا الاقتراح الأمريكي أمام مجلس الوزراء المصغر والحكومة الأمنية, وسيكون هناك تصويت حول هذه القضية ولكننا لم نصل بعد إلي هذه المرحلة.وكان مسئولون فلسطينيون قد صرحوا بأن خططا إسرائيلية جديدة للبناء قرب القدس الشرقية تظهر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لايريد استئناف محادثات السلام.وأشار كبير المفاوضين الفلسطينيين إلي أنه يتوجب علي الولايات المتحدة أن تحمل إسرائيل صراحة مسئولية انهيار عملية السلام.وفي هذه الاثناء, دعا الدكتور نبيل شعث مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح, مساء أمس الاول لإيجاد مشاركة سياسية اوروبية داعمة لعملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط. وشدد شعث- في خطاب في مؤتمر الاحزاب الاشتراكية الاوروبية المجتمعة في وارسو- علي ضرورة وجود دور للأحزاب الاشتراكية الاوروبية في دعم القضية الفلسطينية, وحثهم علي بلورة برامجهم السياسية لصالح القضية الفلسطينية بهدف إيجاد مشاركة سياسية اوروبية داعمة لعملية السلام القائم علي حل الدولتين. في السياق نفسه, أجري شعث مشاورات مع مسئولين من وزارات الخارجية لدول النمسا وسلوفينيا وإسبانيا وألمانيا والسويد حول الوضع السياسي والجمود في عملية السلام وسبل الخروج من المأزق السياسي الناتج عن التعنت الاسرائيلي. و قال د.صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية إن الإجراءات الإسرائيلية علي الأرض تنسف أسس العملية السلمية وتجعل الفلسطينيين في غني عن انتظار أي رد من أي جهة بشأن الجهود المبذولة لإعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين. ولفت عريقات إلي أن الرد الإسرائيلي علي الجهود الأمريكية يتمثل في الإعلان عن المزيد من المشاريع الاستيطانية في عدة أحياء في القدس بالإضافة إلي قرار مد خط للسكة الحديد إلي مستوطنة أريئيل في الضفة الغربية.وفي غضون ذلك أكد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن حكومة الاحتلال بقيادة نيتانياهو ماضية في توسيع الاستيطان ليشمل كل الضفة الغربية وتهويد القدس
وطالب أمين عام جبهة التحرير- في بيان صحفي- المجتمع الدولي بإلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلية بوقف نشاطاتها الاستيطانية وممارسات فرض الحقائق علي الأرض. واضاف ان استفحال الاستيطان في الاراضي المحتلة يشير الي ان حكومة نيتانياهو تسابق الزمن لفرض واقع يحول دون إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة, واستبدال ذلك بدولة في حدود مؤقتة, مؤكدا أن الرد الامريكي حول وقف أو تجميد الاستيطان هو مناورة امريكية للضغط علي الطرف الفلسطيني للعودة الي المفاوضات دون تجميد الاستيطان, ودعا الي ضرورة الدعوة الي عقد مؤتمر دولي للسلام لاعادة القضية الفلسطينية الي واجهة الاهتمام الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي مضي عليه اكثر من ثلاثة واربعين عاما. وأشار الي أن من أهم البدائل المطروحة هو التنسيق العربي الفلسطيني والخروج بموقف موحد في التعامل مع الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل, وفي التعامل مع إسرائيل ذاتها باعتبارها قوة عدوانية رافضة للسلام, وسيتغير الكثير من المعادلات بالتوجه الي مجلس الأمن الدولي من اجل ترجمة الاقوال والقرارات الي افعال, ورأي ان الخطوة الاخري هي العمل علي بناء استراتيجية وطنية تستند الي خيار المقاومة الشعبية الجماهيرية لإجراءات الاحتلال والاستيطان والي فلسفة مواجهة الامر الواقع الاحتلالي و تحدي إجراءاته وقوانينه العنصرية ومنظومة الابارتهايد الاسرائيلية.