في واحدة من المواقف الأشد حرجا للدبلوماسية الأمريكية, تمكن موقع ويكيليكس الإلكتروني من تسريب أكثر من 250 ألف وثيقة من البرقيات السرية للخارجية الأمريكية.
تتصل بعلاقات ومشاورات الدبلوماسيين الأمريكيين مع كبار الدبلوماسيين في الدول الأخري. وآراء مثيرة للجدل في زعماء أجانب برغم قيام الحكومة الأمريكية بالقرصنة علي الموقع أمس الأول لمنع نشر الوثائق, التي سوف تدفع دول العالم للتفكير مرتين قبل التحدث بصراحة مع الدبلوماسيين الأمريكيين.ويطلق الموقع الشهير المتخصص في الوثائق السرية دفعة جديدة من الوثائق خلال ساعات في الوقت الذي تشير فيه التحليلات الأولية للوثائق إلي أن التسريبات تتضمن2572 برقية من القاهرة معظمها من البرقيات أو المذكرات الدبلوماسية غير المصنفة بدرجة عالية من السرية.فقد حصلت خمس صحف عالمية في مقدمتها الجارديان البريطانية, ونيويورك تايمز الأمريكية علي مجموعة كبيرة من الوثائق التي يرجح أن يكون وراء تسريبها أحد العاملين السابقين في وزارة الدفاع الأمريكية, المقبوض عليه حاليا, بعد ظهور دفعتين سابقتين من الوثائق السرية حول العراق وأفغانستان. وقد دافعت نيويورك تايمز و الجارديان عن نشر الوثائق أمس, حيث قال أحد مديري الصحيفة الأمريكية إن الجريدة لم ترتكب خطأ وقامت بالرجوع إلي البيت الأبيض في الوثائق وانتقت ما لا يلحق ضررا بالغا بالأمن القومي الأمريكي. وقد سارع البيت الأبيض بإصدار بيان يدين تسريبات الرسائل السرية للسفارات الأمريكية حول العالم, خاصة أن غالبية المراسلات تعود إلي الأعوام الثلاثة الأخيرة وبعضها يعود إلي الستينيات. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض أن ما يقوم به الموقع الإلكتروني عمل غير مسئول وطائش وخطير ويلحق ضررا بالغا بالعلاقات مع الدول الصديقة والحليفة. وأوضح المتحدث الأمريكي أن تلك التقارير تكون صريحة وغالبا معلومات غير كاملة, وليس تعبيرا عن السياسة, كما أنها لا تشكل دائما القرارات السياسية النهائية. ومع ذلك, يمكن لهذه البرقيات أن تكون مادة مناقشات خاصة مع الحكومات الأجنبية وزعماء المعارضة, وعند نشر مضمون المحادثات الخاصة علي الصفحات الاولي من الصحف في جميع أنحاء العالم, فإن الأمر يمكن ان يترك تأثيرا عميقا ليس فقط علي مصالح الولايات المتحدة ولكن علي حلفائنا وأصدقائنا في جميع أنحاء العالم. وقد دافعت صحيفة نيويورك تايمز عن نشر البرقيات السرية وقالت في بيان مرفق بالانفراد الصحفي الخطير نري أن الوثائق تخدم مصلحة عامة مهمة, وهي إلقاء الضوء علي الأهداف والنجاحات, والإحباط من التنازلات الدبلوماسية الأمريكية.
وتكشف البرقيات أيضا عن مواقف دبلوماسية حساسة, مثل المشاورات حول العقوبات ضد إيران, ومحاولات المسئولين الامريكيين إزالة يورانيوم عالي التخصيب من باكستان, ومعلومات جديدة عن احتمال تقديم كوريا الشمالية صواريخ متقدمة لإيران يمكن أن تضرب موسكو والمدن الكبري في أوروبا الغربية. كما توجد برقيات محرجة لإدارة أوباما أمام الزعماء الأجانب, فقد وصف إحداها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بأنه الكلب ألفا والرئيس الأفغاني حامد كرزاي بأنه يقوده جنون العظمة والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي تتجنب المخاطر, وغير خلاقة. كما تعرضت برقيات الدبلوماسيين الامريكيين بالنقد لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني والعقيد الليبي معمر القدافي.
وتستشعر الدبلوماسية الأمريكية بالحرج الشديد من تداول البرقيات السرية, التي تعبر عن وجهات نظر الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج في قيادات الدول الأجنبية, وفي السياسات الخاصة بأطراف ثالثة تمثل التعليقات المتداولة في البرقيات كشفا لمواقفها أو توقعا للمواقف الأمريكية في المستقبل. وقد أجرت كلينتون وسفراء أمريكا في جميع أنحاء العالم اتصالات مع مسئولين أجانب في الأيام الأخيرة لتنبيههم إلي الكشف المتوقع, وكتب المستشار القانوني لوزارة الخارجية هارولد هونج كوه, إلي محام ويكيليكس لإبلاغه أن توزيع البرقيات غير قانوني ويمكن أن يعرض للخطر حياة الجنود, ويعطل العمليات العسكرية, ومكافحة الإرهاب, ويقوض التعاون الدولي لمكافحة انتشار الأسلحة النووية وغيرها من التهديدات.
وقد رد الموقع المتخصص في نشر الوثاق السرية ببيان يؤكد أن تداول المراسلات السرية يفضح السياسات الأمريكية حول العالم. وقالت المصادر الأمريكية أن البرقيات توفر نظرة لم يسبق لها مثيل عن التفاوض خلف الكواليس من قبل السفارات في جميع أنحاء العالم, ووجهات النظر الصريحة في الزعماء الأجانب وتقييمات صريحة عن التهديدات النووية والإرهابية. وقد كشف تحليل الدفعة الأولي إلي حصول قرابة9 آلاف برقية علي تصنيف عالي السرية ولا يمكن الاطلاع عليها إلا من جانب شخصيات محددة, وغير مسموح بإطلاع الأجانب عليها.
وقال نواب في الكونجرس أمس إن الكشف عن تلك البرقيات عمل لا صلة له بالشفافية ولكنه يهدف إلي تقويض السياسة الخارجية الأمريكية. وفي تصريح خاص, قال مصدر أمريكي مطلع لـ الأهرام إن تقييمات السفراء والدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج يجب ان توضع في إطارها الصحيح, فيجب عدم إصدار أحكام مطلقة أو منعزلة بناء علي البرقيات المسربة للإعلام, وبالتالي ما يخص تقييمهم لآراء زعماء أو مسئولي الدول الأجنبية في قضايا بعينها هو أمر قابل للمراجعة وليس حكما قاطعا, ولا يجب نزع البرقية عن سياقات اخري عديدة وآراء متنوعة في إدارة العمل الدبلوماسي وصناعة السياسة الخارجية.وتظهر البرقيات المسربة أنه بعد ما يقرب من عقد من الزمن بعد هجمات11 سبتمبر 2001, مازال شبح الإرهاب يهيمن علي علاقات الولايات المتحدة مع العالم, فتصور كيف أن إدارة أوباما, علي سبيل المثال, تكافح من أجل التعرف علي الأطراف الباكستانية الشريكة والجديرة بالثقة ضد تنظيم القاعدة من غيرهم. تقليديا, تبقي معظم البرقيات الدبلوماسية سرية لمدي عقود, وتوفر مادة خام للمؤرخين, والمرة الأخيرة التي وضعت وزارة الخارجية برقيات نزعت عنها السرية تحت عنوان العلاقات الخارجية للولايات المتحدة كان في عام 1972. وقد وصف المؤرخ البريطاني الشهير تيموثي جارتن اش الكشف الفريد عن البرقيات الأمريكية بأنه كنز للمؤرخين.. وكابوس للدبلوماسيين.
ومن أكثر البرقيات إحراجا للسياسة الأمريكية ما يشير إلي توسيع الولايات المتحدة لدور الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج في عمليات جمع المعلومات الاستخبارية في الأمم المتحدة والدول الأخري, ومطالبة موظفي الخارجية بجمع أرقام بطاقات الائتمان ومواعيد العمل والسفريات, وغيرها من المعلومات الشخصية عن كبار الشخصيات الأجنبية. وكشفت المراسلات أن التوجيهات تعود إلي عام 2008, حيث تظهر اختفاء الحدود التقليدية بين عمل الدبلوماسية والجاسوسية. فقد أظهرت إحدي البرقيات قائمة من التعليمات لموظفي الخارجية حول تلبية مطالب جمع معلومات استخبارية بشرية. وأرسلت البرقية إلي السفارات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وبعثة الولايات المتحدة لدي الأمم المتحدة, وتقدم دليلا علي أن الدبلوماسيين الأمريكيين يحاولون بنشاط سرقة أسرار الدول الأجنبية, وهو عمل يعد حكرا تقليديا علي وكالات التجسس في البلاد, في حين توفر وزارة الخارجية معلومات حول مهمات المسئولين الأجانب إلي وكالة الاستخبارات المركزية للمساعدة في بناء السير الذاتية.كما طلبت من الدبلوماسيين الحصول علي تفاصيل حول شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية المدعومة من الجيش ووكالات الاستخبارات في الدول الأجنبية.
وأعرب سفراء متقاعدون عن القلق من أن موظفي وزارة الخارجية في الخارج يمكن أن يتم اتهامهم بشبهة التجسس أويجدون صعوبة في القيام بعملهم أو حتي التعرض لخطر الطرد بعد الكشف عن تلك البرقيات السرية. وقد جاءت الطلبات التي قدمت إلي موظفي وزارة الخارجية في وقت تحاول فيه وكالات التجسس تلبية مطالب حرب أفغانستان ومطاردة العناصرالمتشددة عالميا. وقد توسعت وزارة الدفاع الأمريكية في أعمال الاستخبارات خارج مناطق الحرب وارسلت فرقا من قوات العمليات الخاصة للسفارات الأمريكية في الخارج لجمع المعلومات حول شبكات المتشددين في مختلف البلدان. كما تشير البرقيات إلي توقيع كوندوليزا رايس الوزيرة السابقة وهيلاري كلينتون مذكرات عن جمع معلومات استخبارية في عامي 2008 و2009, وواحدة منها وقعتها كلينتون لطلب قوائم معلومات عن الموظفين- ممن يمثلون أولوية امريكية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك- بما في ذلك معلومات حول السيرة الشخصية والتحقق من هويات دبلوماسيي كوريا الشمالية. ورغم وجود معاهدات دولية تحظر التجسس في الأمم المتحدة, فإنه ليس سرا, اليوم, أن واشنطن ولندن قامتا في السابق بالتنصت علي محادثات كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة في الأسابيع التي سبقت غزو العراق في 2003. وطلب مسئولو وزارة الخارجية معلومات عن وجود تنظيم القاعدة وحزب الله وحركة حماس في منطقة الحدود الثلاثية بين باراجواي والبرازيل والأرجنتين. ومن دبلوماسيين في رواندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية في أبريل 2009 عن المحاصيل الزراعية, وسعي الصين للحصول علي الكوبالت والنحاس والبترول من إفريقيا. وبرقية في31 أكتوبر 2008, إلي السفارات في اسرائيل والأردن ومصر ودول أخري تطلب الحصول علي معلومات حول القضية الفلسطينية, بما في ذلك الخطط الفلسطينية والنيات والجهود الرامية إلي التأثير علي مواقف الولايات المتحدة حول المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية.. وطلبت أيضا معلومات عن نيات القيادة الإسرائيلية.
وتشير المراسلات السرية المتصلة بمصر, التي اطلعت الأهرام عليها, إلي وجود أربع رسائل, حتي الآن, تم تداولها عبر الموقع والصحف الخمس وتتعلق بالعلاقات الثنائية وعملية السلام في الشرق الأوسط, وتؤكد المواقف المعلنة لمصر تجاه القضايا الإقليمية. فقد سرب الموقع رسالة من السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي إلي هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تعود إلي فبراير الماضي, حيث تحدثت السفيرة- من وجهة نظرها الخاصة- عن زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إلي واشنطن في أول مقابلة له مع الوزيرة الأمريكية بعد تقلدها مهام المنصب. وقالت سكوبي في الرسالة يجب أن نشكره علي قيادة مصر الإقليمية المستمرة, ولا سيما فيما يتعلق بجهودها من أجل التوصل إلي وقف إطلاق النار في غزة, والضغط علي مصر لمواصلة استخدام نفوذهم ومساعيها الحميدة للتوصل إلي حل دائم للاقتتال والصراع الداخلي الفلسطيني. يجب أن نؤكد أيضا الحاجة إلي مصر علي نحو أكثر فعالية من أن حماس لن تعود للتسلح عن طريق التهريب عبر-- أو عن طريق أنفاق-- الحدود مع قطاع غزة. أبو الغيط سيمارس الضغط من أجل حضور مؤتمر المانحين غزة في القاهرة في2 مارس... وقال إنه يريد أيضا استكشاف نيات الولايات المتحدة تجاه ايران. وأضافت السفيرة فيما يتعلق بالشئون الإقليمية, ضرب المبعوث الخاص في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل الوتر الصحيح, خلال زيارته الأخيرة إلي القاهرة, عندما قال للرئيس مبارك أنا هنا: للاستماع وسماع نصيحتك. فقد شعر المصريون طويلا, في أحسن الأحوال, أننا نأخذهم باعتبارهم أمرا مفروغا منه, وعلي أسوأ تقدير, نحن نتجاهل عمدا نصائحهم, بينما كنا نحاول فرض وجهة نظرنا عليهم. قد ترغب أن تشكر أبو الغيط لقيام مصر بلعب دور حيوي في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة, يجب عليك أن تسألي عن الحالة الراهنة بين حماس وفتح ورؤية مصر للمستقبل بين الفلسطينيين, سواء فيما بين فصائلهم, أو تجاه إسرائيل. ملاحظة: علي الرغم من أن المصريين سوف يستجيبون جيدا لمبادرات الاحترام والتقدير, فإن مصر كثيرا ما تكون حليفا عنيدا ومتمردة. وبالإضافة إلي ذلك, التصور الذاتي لمصر عن نفسها كدولة عربية لا غني عنه مرهون بالفعالية المصرية في القضايا الإقليمية, بما في ذلك السودان ولبنان والعراق.
وفي البرقيات المنشورة علي نطاق واسع يمكن استخلاص مواقف واضحة للحكومة المصرية والمفاوضين المصريين في الاتصالات السرية أو غير العلنية لا تختلف عما هو في العلن, ويمكن إجمالها في الآتي ومنها مساندة عملية السلام والتقريب المستمر بين الفلسطينيين والاسرائيليين, وتخيير حماس بين العمل العسكري أوالسياسي, والتأكيد أن الحركة التي تسيطر علي غزة لا يمكنها المضي في الطريقين معا, وفتح نافدة للحوار مع حماس من أجل تحقيق المصالحة, وخطورة حيازة إيران لإسلحة نووية تهدد الأمن الإقليمي وعدم الثقة في توجهات السلطة الحاكمة في طهران وأن البرنامج النووي الإيراني يجب أن يتم التعامل معه عبر الدبلوماسية في المقام الأول, وأن الأمن القومي العربي يتعرض لمخاطر نتيحة النفود الإيراني المتزايد في العراق.
وكشفت البرقيات أن الملك عبد الله عاهل السعودية قد حث الولايات المتحدة مرارا علي مهاجمة البرنامج النووي الإيراني وقالت نيويورك تايمز إن البرقيات تكشف المشاورات وراء الكواليس لاحتواء ايران, وقال دبلوماسي أمريكي في برقية إن العاهل السعودي كثيرا ما حض الولايات المتحدة علي مهاجمة إيران لوضع حد لبرنامجها النووي. واضاف الدبلوماسي أن الملك قال: قلت لـ( الأمريكيين) نريد أن نقطع رأس الأفعي وفقا لتقرير عن اجتماع عقده الملك عبدالله مع الجنرال ديفيد بترايوس في أبريل2008.
وتسلط البرقيات السرية الضوء علي قلق اسرائيل للحفاظ علي احتكارها النووي الإقليمي, واستعدادها للذهاب وحدها ضد ايران-- ومحاولاتها الدءوب للتأثير علي السياسة الأمريكية. وتقول برقية إن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قد قدر في يونيو 2009 أن هناك نافذة ما بين ستة أشهر و18 شهرا لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية, وقال باراك إن أي حل عسكري يؤدي إلي الأضرار الجانبية غير مقبول. وحذر الميجور جنرال عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في العام الماضي من أن اسرائيل ليست في وضع يمكنها من الاستهانة بايران ثم تفاجأ مثل الولايات المتحدة في11 سبتمبر 2001.
وفي محادثة مع دبلوماسي أمريكي, قال الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك البحرين: لا بد من وقف هذا البرنامج. من الخطر ترك ذلك يمضي قدما فهو أكبر من خطر وقفه. وقال زيد الرفاعي, رئيس مجلس الأعيان الأردني لمسئول امريكي رفيع المستوي إما ضرب إيران أو التعايش مع القنبلة الإيرانية. وفي محادثات مع مسئولين أمريكيين, قال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إنه يحبذ اتخاذ إجراء ضد ايران, عاجلا وليس آجلا. وفي برقية آخري, يحذر مسئول سعودي رفيع المستوي من أن الدول الخليجية قد تطور أسلحة نووية خاصة بها, أو تسمح بوجودها في بلدانها لردع التهديد الإيراني.
كما نقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لمسئولين أمريكيين في مايو الماضي أنه يتفق مع الرئيس المصري حسني مبارك علي أن وجود إيران نووية من شأنه أن يؤدي إلي سعي الآخرين في المنطقة لتطوير أسلحة نووية, مما يؤدي إلي اكبر تهديد لجهود عدم الانتشار المبذولة منذ أزمة الصواريخ الكوبية.