حذرت كوريا الشمالية أمس من أن المناورات العسكرية المشتركة المقررة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في البحر الأصفر تدفع شبه الجزيرة الكورية إلي شفا الحرب.
في الوقت الذي رصد فيه الشطر الجنوبي6 قذائف مدفعية من قواعد جارتها الشمالية, وذلك عقب أيام من قصف بيونج يانج لجزيرة جنوبية وصف بالأعنف منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يقترب من شفا الحرب بسبب الخطة المتهورة لتلك العناصر, التي تتعجل الضغط علي الزناد لإجراء مناورات حربية موجهة ضد الشمال مجددا, علي حد وصفهم. وأضافت الوكالة أن جيش وشعب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية غاضبون بشكل كبير بسبب استفزاز مجموعة الدمي, فيما يستعدان بشكل كامل لإطلاق وابل من النيران المروعة وقصف حصن الأعداء.
وأكدت كوريا الشمالية استعدادها لتدمير مراكز القوي في كوريا الجنوبية في حالة تعرض سيادتها للتعدي ولو كان بمقدار قيد أنملة.
ومن المقرر أن تبدأ المناورات غدا وستستمر لمدة أربعة أيام, وستشارك فيها سفن حربية أمريكية وفي مقدمتها حاملة الطائرات يو.إس.إس جورج واشنطن التي تعمل بالطاقة النووية.
وفي سول, صرح مصدر عسكري كوري جنوبي بأنه تم رصد أصوات إطلاق قذائف مدفعية من قواعد في كوريا الشمالية مقابلة لجزيرة يون بيونج في الحدود المائية مع الشمال ست مرات, غير أنها لم تصل إلي الجانب الجنوبي.
ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن المصدر قوله إنه من الممكن أن تكون القذائف أطلقت خلال تدريبات عسكرية من قبل الجيش الشمالي, وأكد أن القذائف لم تسقط علي الجزيرة.
يأتي هذا بينما اعترفت كوريا الشمالية للمرة الأولي بأنها شنت هجمات بإطلاق قذائف مدفعية علي كتيبة بحرية كورية جنوبية.
وذكرت وكالة يونهاب أيضا أن كوريا الشمالية لم تذكر بالتحديد أنها هاجمت جزيرة يون بيونج الكورية الجنوبية وأنها قتلت أربعة كوريين جنوبيين, وتسببت في تدمير العشرات من المنازل, فضلا عن انقطاع المياه والكهرباء.
وكانت كوريا الجنوبية قد ذكرت أن جارتها الشمالية أطلقت أكثر من 170 قذيفة مدفعية, من بينها ثمانون قذيفة سقطت علي جزيرة يون بيونج التي تقع علي بعد 12 كيلومترا من كوريا الشمالية, وردت كوريا الجنوبية بإطلاق 80 قذيفة استهدفت مواقع المدفعية علي الساحل الكوري الشمالي, واستمر تبادل إطلاق النار نحو ساعة.
من جهة أخري, أصبحت جزيرة يون بيونج الكورية الجنوبية الواقعة في البحر الغربي شبه خالية من الناس ومنطقة أشباح, بعد تعرضها لقصف مدفعي كوري شمالي, وذكرت وكالة يونهاب أنه لم يبق في الجزيرة سوي 47 مواطنا فقط بعد أن توجه معظم من سكانها ـ الذين يبلغ عددهم1400 شخص ـ إلي المدينة الساحلية القريبة.
من جانبهم, صرح مسئولون كوريون جنوبيون بأن كوريا الشمالية خصصت نحو1.23 مليار دولار لشراء مدافع آلية من طراز كيه9, وطائرات حربية من طراز كيه إف15 العام المقبل. وقال المسئولون إنه من المتوقع أن يرتفع الإنفاق بعد هجمات كوريا الشمالية علي جزيرة يون بيونج الكورية الجنوبية.
وفي بكين, أعربت الصين عن قلقها من التدريبات العسكرية المنتظرة بين واشنطن وسول, وقال مسئولون صينيون إنه من المقرر أن يتحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظيره الصيني هو جين تاو في غضون أيام بشأن الموقف في شبه الجزيرة الكورية, مشيرا إلي أنه يجب التركيز علي إحياء المحادثات السداسية. في الوقت نفسه, أعلن مكتب الرئيس الكوري الجنوبي أن الرئيس لي ميونج باك عين كيم كوان جين الرئيس السابق للأركان المشتركة وزيرا جديدا للدفاع.
وسيحل الجنرال السابق في الجيش-61 عاما- محل كيم تاي يونج الذي استقال من منصبه لتحمل مسئولية عدم اتخاذ إجراء فعال وملائم إزاء القصف الكوري الشمالي.
وكانت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أشارت إلي أن رئيس كوريا الجنوبية قام بتعيين مساعده للأمن القومي لي هي وون, وزيرا للدفاع عقب استقالة سلفه.